شيءٍ يوجعُ مثلَ طنينِ الصَمّتْ
يشارِكُكَ الصمتُ كذلِكَ بالهذيان...
وَتُحَدِّقُ في كُلِّ قَناني العُمرِ لَقَدْ فَرَغَتْ؟!
والنادِلُ أَطْفَأَ ضَوْءَ الحَانَةِ عِدَّةَ مَراتٍ لِتُغادِرَ
كَمْ أَنْتَ تُحِبُ الخَمْرَةَ.... وَاللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ...... وَالدُنيا
لِتُوَازِنَ بَينَ العِشْقِ وَبَينَ الرُمْانْ
هات الكأسُ وَأترُكُ حانَتِكَ المَسحورَةَ ..يا نادِلُ
لا تَغضَبْ... فالعاشِقُ نَشّوَانْ
إمْلأها حَتى تَتَفايَضَ فَوْقَ الخَشَبِ البُّنِّيِ
فَما أدراكَ لمِاذا هَذي اللوحةُ .. للخَمْرِ...
وَتِلّكَ لِصُنْعِ النَعْشِ.. وأُخْرى للإعلانْ.....
أملأها عَلَنا يَا مولايَ
فَما أخرُجُ مِنْ حانَتِكَ الكُبرى إلا مُنتشئً سَكْرَانْ
أصغَرُ شيءٍ يُسْكُرُني في الخَلْقِ فَكَيّفَ الإنسانْ؟
سُبحانَكَ كُلُّ الأشّيَاءُ رَضيتُ سِوى الذُّلْ
وَأنْ يُوضَعَ قَلبِيَ في قَفَصٍ في بَيْتِ السُلطانْ
وَقَنِعْتُ يَكونُ نَصيبي في الدُنيا.. كَنَصيبِ الطيرْ
ولكنْ سُبحانَكَ حتى الطيرُ لها أوطانْ
وتَعوْدُ إليها....وأنا ما زِلّتُ أَطير...
فهذا الوَّطَنُ المُّمّتَدُ مِنَ البَحْرِ إلى البَحْر
سُجُوْنٌ مُتَلاصِقَة..
سَجانٌ يُمْسِكُ سَجان...