يقول الشاعر الكبير محمد الفراتي ، واصفاً البرازق الشامية حين زار دمشق عند تولي الأمير فيصل مقاليد الحكم في بدايات القرن الفائت ، وكأنّي به يصف شيئاً غير البرازق نود استكشافه :
أتتنا فتاة من دمشق بطرفـــــــــــــة فقات لها ماذا ؟ فقالت بــــــــرازق
فقلت احذفي الباء المزيدة وانطقـــــي صحيحاً لعل الأصل في اللفــظ رازق
فإن لطعم الرازقي أخو هـــــــــــــوىً بدوح به نخل العراقين باســـــــــق
فقالت تفضّل وادن منها فإنّـــــــــــها قطائف من حلوى لها القلب عاشـق
تحلب ريقي وهي تطري مذاقــــــــها وتطنب والأطناب في الوصف شائـق
فحمت عليها حين أبصرت شكلـــــها كما حام من فوق العصافير باشــــق
تمطّّقت لما ذقتها فمدحتـــــــــــــــها وقد يمدح الحلوى الشهية ذائـــــــق
أجل إنها نوع لذيذ فبينـــــــــــــــــها وبين مجاج النحل في الطعم فــــارق
إذا أنا لم أعرف من الأكل جلّــــــــــه فإني إلى أشهى المآكل وامــــــــــق
فرحنا لها نسفاً فشارقــــــــــــــة بما تضمّن جوزالهند منها وشــــــــارق
عليها أهاب ناعم اللمس ليّـــــــــــن به السمسم المقشور كالتبر لاصــق
تزحلق ما بين اللهاتين لا يــــــــرى لها أثر بين اللهاتين عالــــــــــــق
وتنقضّ نحو الجوف من قبل مضغها كما انقضّ نجم في دجا الليل غاسق
فمالي و للشعر الذي يلهب الحشــــى وفكري بها من قبل يومين غـــارق
سلام على تلك البرازق إنّــــــــــــها لتشعرنا أن الدمشقي حــــــــــاذق
طبعاً القصيدة موجودة في ديوان الشاعر الفراتي " النفحات " ، ولكن وجهة نظري الشخصية أن القصد في الشعر كانت المرأة الشامية ، وذلك يتضح في صدر البيت الأول وعجز البيت الأخير .