يحكى ... بأن هناك أعمى يجلس على قارعة أحد الطرق ويستعطف المارّة بسؤاله لهم فيعطوه بعض المال يسدّ به رمقه من جوعٍ وعطش له ولعائلته . فمر به فيلسوف ولحَّ عليه الأعمى بالسّؤال فما كان منه إلا أن مدّ يده في جيبه ليستعطيه ، فلم يعثر على أيّ قطعة نقدية فقال له :
سأعطيك ماهو أفضل من المال ، فقال الأعمى في سره : فأي شيء هو أفضل من المال .
فما كان من الفيلسوف إلاّ بأن أخذ بورقة وقلم وراح يكتب عليها ، ثم علقها على الحائط خلف الأعمى وانصرف ، بعد ذلك بدأت النقود ترمى على القطعة القماشية التي أمامه بشكل متواصل ورنينها يقع على مسامع ذلك الأعمى المسكين وغير مصدّق لما يحصل . فاستوقف أحد المارّة وقال له : من فضلك إقرأ لي ماكتب على الورقة المعلّقة خلفي .
فقال له :
(( غدا" سيأتي الرّبيع ... وستنبت الأزهار .... جميعكم سترونها ....... الاّ أنا )) .