نحن هنا في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب
حيث ان الواحد منا لا يتعلم ويدرس
ثم يدخل الاختبار لكنه يدرس ويختبر في آن واحد
وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب
لكن الغريب أيضاً تنوع أساليب الاختبار
فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه
وهذا ممتحن بفقره
وذاك بثرائه وهذا بصحته وذاك بمرضه
وهذا بشهرته وذاك بخموله
امتحانات عجيبة وفريدة ونتائجها مصيرية
بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى
فحين نرحل عن هذه الحياة نكون قد أدينا الامتحان
الأخير الحاسم
وهنيئاً لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة
والويل والهلاك لمن أجاب عليها بصورة خاطئة
يقول الله عز وجل
في توضيح هذه الحقيقة
..الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن
عملاً وهو العزيز الغفور..
وقال سبحانه
..فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز
وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور
المشكل الأكبر في هذا الموضوع هو أننا لا نعرف
متى ينتهي وقت الاختبار
ويسحب المراقبون أوراق الاجابة
كم أخطاء الناس ياأخواني في توقعاتهم لمدة الاختبار
وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من أجل
تمديد مدة الامتحان نصف ساعة
حتى يتوبوا ويرجعوا
فلم يجابوا ولم يلتفت اليهم
..فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون..
وقال سبحانه
..فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون..
أعني علينا أن نوسع دائرة احساسنا بتصرفاتنا
وأعمالنا لتكون دائما ً تحت المراقبة ولنؤديها كمايحب
الله تعالى
اذا وقع الواحد منا في خطأ أو زلة
فان المطلوب منه هو المسارعة الى التوبة
والى التصحيح قبل أن يلقى
الله تعالى
وهو في حال سيئة
يجب علينا أن نوطن أنفسنا على مجاهدة النفس
من المهم أن نبتعد عن أولئك المستخفين بالاختبار
والغافلين عنه
حتى لا ننجرف معهم
فنخسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن