ظلت حسرة في قلوبنا
يروى ان شخصا فقيرا زاهدا متعبدا كان يعيش مع زوجته عيشة هنيئة سعيدة
البسمة لا تفارق شفتيهما وكانا محبوبين من قبل الجميع الأهل الاصحاب الجيران وكأن الله زرع في قلوب الناس محبتهما ولكن وفي
ذات يوم بينما كان الرجل عائد من عمله متفائلا فرحا كعادته فوجيء بتجمع أهله وأهل زوجته في بيته والغضب يملأ قلوبهم والشرار يتطاير من عيونهم وقبل أن يسألهم عما حصل وجرى إنها لوا عليه بالضرب المبرح حتى أردوه أرضا وبعد أن استعاد أنفاسه حاول أن يعرف السبب ولكن دون جدوى عادو لضربه وتوجيه كلمات الاساءة والمسبة له فبكى وضرب على وجهه لعدم معرفته بالسبب ولظلمهم له وبعد عناء وجهد جهيد قام عمه( والد زوجته) بكتابة ما حصل على ورقة وأعطاه اياها مدعياً انه لايستطيع التلفظ بفعلته الشنيعة فعمد الى كتابتها على الورقة وفاته أن صهره زوج ابنته كان لايجيد القراءة أ والكتابة حمل ذلك الرجل المسكين الآمي الورقة وهو يبكي والحيرة تأكل قلبه وكلما التقى بشخص و طلب منه ان يقرأ له ما كتب في الورقة كان يوبخه ويهينه على فعلته ووصل الامر الى أحدهم ان يبصق في وجهه ويصفه بعديم الضمير والوجدان وقليل التربية والاخلاق إضطر هذا الرجل اخيرا الى اللجوء الى امام احد المساجد وعلماءالدين معتقدا انه سيكون الرجل المنقذ له من حيرته ومن سيعلمه بحقيقة ما حصل ويقرأ له ما كتب في الورقة وبعد أن تناول طعام العشاء وشربا الشاي وصلا العشاء جماعة قال الرجل المسكين للشيخ يا شيخ
الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (ان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) قال الشيخ بلا ونعم القائل صدق رسول الله فأخرج الرجل الورقة من جيبه وأعطاها للشيخ ليقرأها نظر الشيخ في الورقة وتمتم بعبارات لم يفهمها الرجل المسكين واهتزت لحيته غضبا لما قرأ فرما بالورقة في وجه الرجل وتناول حربته قائلا اخرج من بيتي أيها التافه لو علمت بذلك لم أدخلتك بيتي وأطعمتك من طعامي فصفعه في وجهه و القاه خارج المنزل عاد ذلك الرجل للبكاء والعويل وأخيراً قرر أن يتعلم القراءة والكتابة ليعرف بنفسه ما كتب في الورقة
صعد الى تلة عالية ووضع الورقة تحت صخرة وأحكم إخفاءها لكي يعود اليها بعد تعلمه القراءةفان كان ما كتب يدعو لانتحاره فسيلقي بنفسه من أعلى التلة العالية منتحراًلفعلته وبعد أيام وشهور أتقن القراءة والكتاية وجاء الى التلة ليخرج الورقة من تحت الصخرة وكان الريح شديدة حتى يكاد الشخص ان يقع من شدتها صعد الى التلة وهو يترنح يمنى ويسرى ويتكأ فأخرج الورقة وأمسك بها ليقرئها الا ان شدة الريح والغبار الكثيف انتزع تلك الورقة من يده محلقة في الاعالي حتى طارت بعيدا و كادت لاترى عاد ذلك الرجل للبكاء والعويل وبقي ما كتب في الورقة حسرة في قلبه وفي قلوبنا الى يومنا هذا
تقبلو اتحيات ابو اسامة