الفاتحة......... قصيدة للدكتور محمد نجيب مراد
رثاء لوالدته ختام بعد عامين من وفاتها
إلى أمي رحمها الله
" ياسيدة نساءأهل الأرض جعلك الله في صحبة سيدة نساء أهل الجنة وجعلني خادماًلكما"
كيف كان اللقا ، وكيفالسلام
أخبريني ، وأطنبي ياختام
مر عامان ياحبيبة عمري
وحياتي والله …موت زؤام
مر عامان والمصائب تترى
حبس المد ، وإنتهى الإكرام!
ليتأني لما إرتحلت لك النعش …..
وأني لما دفنت المقام.
وبقوس كل البلاء رماني
ففؤادي قد مزقته السهام
ذهبت الكنز والشباب وعزي
وفقدت اللوا وضاع الزمام
لم يعد لي في آخر الليل مأوى
لا شراب مطهر أو طعام
أو فراش مطرز من حنان
دفء كفيك فوقه والوئام
أو غطاء من غزل عينيك يحنو
فوق أوجاعي التي لا تنام
أرتجتدوني السعادات حتى
لم يعد لي على الشقاء ابتسام
واصفتني الدموع خلاوفياً
ليت شعري أهكذا الأيتام
كم تمنيت أن أعيش حياتي
تحت رجليك إنما الأيام
يلهث الابن للسعادة ياأم …
ودرم السعادة الأقدام
يمكث المرء بالتجاربدهراً
وكفاه من أمه الإلهام
كل مجد أتى بدون يديها
محض نقص وإن يقالالتمام
أنا يا أم كيف أندب ما بي
من عذاب وتشهد الالام
أرضعتني أمي حليبالمعالي
وعلى الصبر والثبات الفطام
كم تمر السنون ، والعين تبكي
مقلة الحب دمعهاأكوام
ربع قرن اشتاق وجهك أمي
وعلى الشوق كم يضج الغمام
مطر وابل يداعب وجهي
مثلما داعب الربيع الحمام
أي حب هذا صببت بقلبي
أو هذا الذي يسمى الغرام
ياسمين ،قرنفل ، أم ورود
أم رحيق معتق أم مدام
وجهك الطاهر النبيل أمامي
وعليهالإجلال والإعظام
كم على الغربة الشقية صليت…
صباحاً وأنت فيالإمام
يا غطاء الصلاة يا ثوب أمي
ليت أني غطاؤها واللثام
ربما أدركت بفطرة ربي
أن هذاالزمان عام … وعام
هكذا الدهر بين كر وفر
مستحيل على الهناءالدوام
ينقض الأمر فجأة في ثوان
بعد أن أحكم الإبرام
كل شعري إليك يا مهجة الدنيا…
مقفىًوكله إحكام
كل حرف كتبته وهج عينيك…
عليه ، وتشهد الأقلام
كل عدحسبته فوق كفي
هو أنت ، وتذكر الأرقام
كل طب مارسته ، كان علمي
يتنحى ، وعلمك المقدام
كل فكر في خاطري عبقري
نظم عينيك والعيوننظام
أشهد الله والملائك خيري
كله منك أخمصي والهام
هكذا أمي الأبية ربتني ….
لها في العروق حق لزام
إسمحي لي أمي فقد أزف الوقت….
وعذراً إن لم يوف المقام
وعليك من الإله التحيات
دواماً ومني إليك إحترام
وإذا قيل يا حماةوداعاً
بدموعي أجبت بل ياختام
مهداة الى كل الامهات
هشام