من المتعارف عليه لدى الجميع أن البيروقراطيه هي الروتين الممل والاجراءات المعقده التي ليس لها فائدة سوى تأخير المعاملات وتعقيدها..وهذا المفهوم مفهوم خاطيء...فلو عدنا إلى التعريف الصحيح للكلمه ..فالبيروقراطية كلمه من
أصل يوناني تعني المؤسسه الحكوميه..وهي عباره عن نظريه في الإداره العامه للعالم الالماني" ماكس" ..وتعتبر هذه النظريه من أنجح النظريات ..وكذلك فكثير من المؤسسات الأكثر نجاحاً في الغرب تعتبر مؤسسات بيروقراطيه....!!
اسس النظرية تقوم على : ان اكثر الناس خبرة ومهارة في العمل يجب أن يكونوا هم الموظفين المسؤلين ..عن أداء العمل ..والاداء يجب ان يكون عن طريق إجراءات وخطوات محدده ..ومنسقه ..مسبقاً...والتركيز الأكبر في هذه النظريه على مهارة الشخص وخبرته في أداء العمل ..مع التركيز على ان .."لا وقت في العمل إلا للعمل"..!!
هذه هي مقدمه بسيطه وتعريف مختصر.. لأننا لو أردنا ان نتوسع فلن يكفينا موضوعاً واحداً..
نأتي لمحاور القضيه ...وهي على النحو التالي..
1/ قلب أصل النظريه ..وإستخدامها بمفهوم معاكس تماماً لمعناها..فاصبحنا نستخدمها للتعبير عن وجود فساد إداري ...وفشل إداري في دائرة ما...!!
2/ معاناة المواطن من (البيروقراطية بمفهومها المتعارف عليه ) في أغلب الدوائر الحكوميه ..فلا تكاد تراجع دائرة حكوميه الا وتسمع إحدى العبارات التاليه (تعال بكره ، راجعنا الأسبوع القادم ، المعامله ناقصه ملف أخضر
سبحان الله .......لازلنا نصر على وجود الملف الأخضر....
وكان المعاملات لا تنتهي الا بوجو هذا الملف
3/هروب موظفين الإدارت من أعمالهم قبل إنتهاء الدوام الرسمي !!
4/أعمال المؤسسات الخاصه أكثر تنظيما من المؤسسات الحكوميه
5/عدم إلمام الموظفين بأعمالهم
6/مظاهر التخلف.والتسيب...والفوضى ..في الدوائر الحكوميه....وبالمقابل وجود
الألاااف ممن ينتظرون فرص للعمل.....!!
8/أنظمة العمل المتهااالكه
9/إستخدام الكومبيوتر والشبكات ..أصبحت عائقاً. .وحجة للموظف...فهي دائماً عاطله عن العمل .....؟
10/ النقطه الأهم ......إنتشار الواسطه ...وتفشيها ....بكثره ....زاد من خطورة القضيه.....كيف نستطيع ان نحد من هذه الظواهر الخطيره التي تزيد من البيروقراطيه بمفهومها المعروف..
ولأن القضيه هامه وخطيره جداً...لهذا كانت محاورها كثيره نوعاً ما..ان الأمانه بالعمل إنعدمت لدى الكثير من موظفي هذه الدوائر فأصبح همه الشاغل هو حصوله على المعاش من غير تحليله بالعمل الصادق الذي يخاف به ربه .. فيومه روتيني يبدأه بالطلب من المطاعم فطوره ثم التحدث عن آخر مستجدات الفن والأسواق والتكشير المستمر للمراجعين وتأجيل معاملاتهم إلى أجل غير مسمى !! على الرغم من مقدرة الموظف من إنهاء المعامله بنفس الوقت .. لكن الكسل يسيطر عليهم وعدم الإحساس بمعانات هؤلاء المراجعين
ومما يبعث الحسره بنفوسنا هو ان أغلب هؤلاء الموظفين عينوا بسبب الواسطه ونجده لا يعلم أي شيء عن مهنته والضحيه بالنهايه المواطن !!
فلو انعدمت الواسطه بيننا سنجد الكثير من العقبات ستحل .. فالواسطه بها ظلم كبير لبعض الفئات المستحقه للعمل والوظيفه ..
كذلك إذا كان الموظفون متهاونون على العمل وينصرفون قبل موعدهم المقرر يجب علينا أن نتسائل عن دور المسؤول عليهم .. فأين هو عن هذا التسيب بالعمل لدى موظفينه ؟
أن تلك المعاناة او الاساءة في تطبيق البيروقراطية تكثر في دول
العالم الثالث أو الدول النامية إن صحت التسميه ولكن يجب ألا نغفل أن الخلل
يشترك به جميع الاطراف من مراجع وموظف ومسؤول....فنحن العرب نعرٌف ..الأشيااااااء...ونطبقها ...عكسياً....quote]
لو تطرقنا الى الاسس التي بنى عليها العالم (ماكس) هذا التعريف لوجدنا أنه ركز
على عناصر هامة وأساسيه لكي تكون تلك النظرية ناجحة بكل المقاييس ومن
تلك العناصر مايلي:
- الخبره ةوالمهاره والتأهيل هي أساس أختيار القائد
-وجود اجراءت وخطوات محدده ومنسقه مسبقا
-الاختيار الأمثل لمن ينفذ هذه الخطوات من المرؤسين في أداء العمل
--مبدأ أن لاوقت في العمل الا للعمل
تلك أهم المقومات التي بنى العالم (ماكس ) تعريفه لنظرية
البيروقراطيه
نحن في عالنا العربي طبقناها وفهمناها بالعكس
والحل من وجهه نظري هو افتقادنا للعقليه الاداريه الناجحه
نحتاج لعقول اداريه نااااجحيه تشكر ...المجتهد ...وتعاقب..المتقاعس..
انتظر وجهات نظركم بالموضوع