هي الأم من تصنع الرجال ... من تصنع الأوطان ... من تغرس الأشجار وتقطف الثمار ...انها الأم ... من حملت بجنينها كرها على كره وعانت آلام المخاض وهي على قاب قوسين أو أدنى من الموت لتنجب الحياة ... ليكون إبن آدم خليفة الله في الأرض ... ليعمر الأرض بما يرضي الله ... ليتحمل أعظم مسؤولية تلك الأمانة التي أشفقت من حملها الجبال ... قال تعالى :
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَال ِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) سورة الأحزاب .
هي الأم من ترضع وليدها لبنها لينشأ أفضل الرجال ... ترعاه برموش عينيها ...تسهر ليلها ترقب أنفاسه الصغيرة تحميه كاللبؤة إن اقترب الخطر تفديه بروحها ... تهون في سبيله مسرات الحياة لينعم هو ويستلذ بأيام عمره ... تهبه العاطفة الرقيقة تسقيه من نهر حنان لا ينضب ... تنفق من أجله الغالي والنفيس لتبعد شبح الحرمان من افقه ... هي الأم من تقاسي ألوان اللوعة والعذاب في بيئات الفقر والحرمان لتطعم ولدها لقمة القناعة و لتكسوه ثوب العفة والرضا ... انها الأم ذلك الكائن المذهل الفريد من بين كل مخلوقات الله ...
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله .. أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال : أمك. قال: ثم من ؟: قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك .
بأبي أنت وأمي يارسول الله توصي الرجل بأمه ثلاثا ثم توصيه بوالده !!! ...
فهل نحن أدينا حقوق أمهاتنا ؟؟ وهل بررنا بها برا حسنا ؟؟ ... هل أطعناها دون أن نتأفف منها ؟؟ ... هل سارعنا بالحنو عليها بعد أن شاب منها الشعر ووهن منها العظم وضعف منها النظر
آه يا أمي ... يا وطنا لم ينفيني ... يا حضنا دفاني وسيدفيني ...
آه يا أمي ... يا موئل الحضارات وسيدة أهل الجنة ...
آه يا امرأة قال فيكِ رسول الرحمة
" الجنة تحت أقدام الأمهات "
كيف أوفيكِ حقكِ ؟ كيف أكافيك وهل سأكافيكِ ولو مقابل طلقة واحدة من طلقات مخاضكِ
يا أمي ..
لا أطلب الا رضاكِ ... حنانكِ ... دفئكِ...
أطال الله بعمركِ وبعمر كل الأمهات ..
شكرا الغيداق ذكرتنا بهذه القصة و أدمعت عيوننا