تحياتي لك ابن الخال المحترم
موضوعك جميل وقد ابدعت في تبيان ما ترنو اليه.
ولكن هل تسمح لي بابداء رايي في خضم هذا المجال وبالطبع رايي لا يخالفك ابدا" مفهومنا واحد ولكن اريد\ ان اضيف:
فلا يوجد شيء بالفلسفة يدعى الرأي الأخر , انعدام المصطلح ليس انعدام استبدادي بقدر ما هو انعدام هيكلي تركيبي , الفلسفة تبحث في المفاهيم , , تكمن الفلسفة في نقاشات الآخرين للتصورات عن المفاهيم المختلفة , ولكن بنظرة منهجية تاريخية , يمكن اعتبار اليونانيين هم من أوائل الحضارات التي ساد فيها انتشار الآراء المختلفة و مناقشتها ( الم يقل أرسطو أن الإنسان حيوان سياسي في مدينته الفاضلة ) , الرأي الأخر أو حرية الآخرين في الرأي , تدخل في نطاق أعلى وهو مبحث الأخلاق , أي يدخل في بحث الفضيلة , , لن ادخل في مباحث حول كون الأخلاق علم أو إحساس , أو تشريع منزل , تخصيص النص , ينبع أهم شرط لظهور الرأي الأخر هو التسامح و القوانين الفكرية , بعدها سأنتقل إلى حدود الرأي الأخر
قبل الدخول في محاولة وضع الحدود , يجب التساؤل عن من له الصلاحية في وضع الحدود للرأي الأخر , إن وضع حد لرأي الأخر يعني بصورة أو بأخرى الأيمان بصحة رأيه , و السماح ببعض الهوامش لتسريب أجزاء من الحرية ,
نيشتويا , فان ذي يضع الحدود لحرية الرأي الأخر هو الصراع الدارويني بين الأفكار , و يصورها على مبدأ أخلاق السادة و أخلاق العبيد , أي , أن هذا الصراع هو الذي يحدد مجموعة القيم و الآراء التي تسود في مجتمع ما في زمن ما ,
وجهة نظر جديرة بالإعجاب على اعتباري تلميذ صغير ينهل نقطة من بحر نبشته
ولكن برأي يجب التميز بين الرأي الأخر وحدوده الفكرية
ماذا يعني ؟ وهل للرأي أبعاد فكرية اخرى؟
لا يوجد اختلاف حول الأبعاد الفكرية لأي رأي ما , ولكن يكمن الاختلاف حول إذا كان للآراء طبيعيتها ( اقصد هنا بمعناها الدولاتي , التي قد سماها ابن خلدون الأمم أو الدول , أو ربما بأقصى مدها كحضارة كما سمها فوكوياما ) , نظرة إلى أبو العلوم مرة أخرى " التاريخ" يؤيد هذه النظرة , الأفكار لها طابع دولاتي , بدا من الهندوسية الفكرية إلى الآراء البروتستانتية و الكاثولية و انقسام أوربا , وثم الحرب , نهاية ربما بالمتحركات الداخلية
فكريا , ربما لديكارت و سبونزا الإسهام الأكبر في محاولة تشخيص لحدود الرأي , أهم مبدأ هو انه يستحيل سلب الناس حرية التفكير لديهم و لا تهدد الحرية الأيمان بالأديان حرية التفلسف لا تمثل خطرا على التقوى أو السلام ي الدولة , بل القضاء عليها يؤدي إلى ضياع السلام و التقوى ذاتها وأخر فكرة هي بذات ما أثبتها سبونزا في كتبه
أما غير ذلك , فسأكون كانطي حتى العظم بتبني رأيه حول الليبرالية و الحرية الديمقراطية و السلم , وارى أن أي أفكار تحاول الوصول إلى المجتمع من اجل تكوين دولاتي سياسي يجب إن تمر من خلال و فقط من خلال مؤسسات ديمقراطية ( أداوت التعبير المدنية ) فقط , هذه الأدوات يجب أن تضمن في هيكلها محاولة إيقاف أي فكرة تسعى لنقض الأدوات نفسها , أي منع التداول