و صيّة خروف لابنه
ولدي إليك وصيتي عهد الجـدودْ
الــخوف مذهبنا نخاف بلا حـدود
نرتاح للإذلال في كنف القــــيود
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود
كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ
طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع
أطع الذئاب يعيش منا من يـطيع
إياك يا ولدي مفارقة القــــطـيع
لا ترفع الأصوات في وجه الطـــغاة
لا تحك يا ولدي و لو كموا الشــفاه
لا تحك حتى لو مشوا فوق الـجباه
لا تحك يا ولدي فذا قدر الـــــشياه
لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ
القائلين بأنهم أسد العـــــــــرين
الثائرين على قيود الظالـــــــمين
دعهم بني و لا تكن في الهالكين
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ
نحيا و هم حياتنا ملءُ البــــطون
دع عزة الأحرار دع ذاك الـــجنون
إن الخراف نعيمها ذل و هـــــون
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئــــــــابْ
فاهرب بنفسك و انجُ من ظفـر و ناب
و إذا سمعت الشتم منهم والسباب
فاصبر فإن الصبر أجر و ثــــــــــــواب
إن أنت أتقنت الهروب مــــن النزالْ
تحيا خروفاً سالماً في كــــــل حال
تحيا سليماً من سؤال و اعــــتقال
من غضبة السلطان من قيل و قال
كن بالحكيم و لا تكـن بالأحمقِ
نافق بني مع الورى و تــــملق
و إذا جُرِّرت إلى احتفال صـفق
و إذا رأيت الناس تنهق فانــهق
انظر تر الخرفان تحيا في هـــــــــناءْ
لا ذل يؤذيها و لا عيش الإمــــــــــاء
تمشي و يعلو كلما مشت الغثــــاء
تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء
ما العز ما هذا الكلام الأجـــــــوفُ
من قال أن الذل أمر مقـــــــــــرف
إن الخروف يعيش لا يتأفـــــــــــف
ما دام يُسقى في الحياة و يُعلــف
وصيّة أسد لابنه
ولـــــــدي إليك وصيتي عهد الأسودْ
العز غايـــــــــــتنا نعيش لكي نسود
و عريــننا في الأرض معروف الحدود
فاحم العرين و صنه عن عبث القرود
أظــــــــفارنا للمجد قد خُلقت فدى
و نيـــــــــوبنا سُنَّت بأجساد العدى
و زئيرنا في الأرض مرهوب الصدى
نعلي على جثث الأعادي السؤددا
هذا العرين حمته آساد الشرى
و على جوانب عزه دمهم جرى
من جار من أعدائــــــــنا و تكبرا
سقنا إليه من الضراغم محشرا
إياك أن ترضى الونــى أو تستكينْ
أو أن تهون لمــــــــعتدٍ يطأ العرين
أرسل زئيرك و ابـق مرفوع الجبين
و الثم جروحك صامتاً و انس الأنين
مزق خصومك بالأظـــافر لا الخطابْ
فإذا فقدت الظفـــــــر مزقهم بناب
و إذا دعيت إلى السلام مع الذئاب
فارفض فما طعم الــحياة بلا ضراب
اجعل عرينك فوق أطراف الجبالْ
ودع السهول .. يجوب في السهل الغزال
لا ترتضي موتاً بغير ذرى النصال
نحن اللــيوث قبورنا ساح القتال
ولــــــدي إذا ما بالسلاسل كبلوكْ
و رموك في قعر السجون وعذبوك
و براية الأجداد يوماً كفـــــــــــنوك
فغـــــداً سينشرها و يرفعها بنوك
إياك أن ترعى الكلا مثل الخرافْ
أو أن تعيش منعَّماً بين الضعاف
كـــــــــن دائماً حراً أبياً لا يخاف
و خض العباب و دع لمن جبنوا الضفاف
هــــــــذي بنيَّ مبادئ الآسادِ
هي في يديك أمانــــة الأجداد
جاهد بها في العالمين و نادي
إن الجهاد ضريبــــــــة الأسياد