كواليس المبدعين... رشيد أيوب.. والعالم الجديد

[القيصر]

كواليس المبدعين... رشيد أيوب.. والعالم الجديد

يذكرنا الشاعر المهجري الشمالي رشيد أيوب 1871- 1941 بشاعر النيل حافظ ابراهيم، فإن في الكثير من تراثهما الشعري نغمات من الأسى واللوعة وترنيمات خافتة من الشكوى والشهقات الحبيسة في الصدر.. والروح الحزينة:

دنت المنية وانقضى عمري‏‏
ونسيت ما قد كان من أمري‏‏
غابت رسوم في مخيلتي‏‏
كادت تضيء كأنجم زهر‏‏

‏
وقد كان يهرب طواعية من أجواء الشكوى والتذمر وآلام الغربة الموجعة ومن ظلال الأمس القاتم إلى حالات الدعابة والمرح والنكتة في مجالسه وبين أحبائه العرب شأنه شأن حافظ إبراهيم في نوادره ولطائفه التي تناقلتها الأجيال بمتعة وشغف، ويؤكد ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة هذا الرأي بقوله: لولا هذه الروح الخفيفة والنكتة الحاضرة عند أمثال رشيد أيوب وحافظ إبراهيم لكانت الحياة جحيماً لا يطاق أواره ولا تحتمل ناره..‏‏
ولد رشيد أيوب في قرية بسكنتا اللبنانية التي تلقى في مدرستها الريفية تعليمه الأولي. وفي عام 1889 هاجر دون أن يكمل تعليمه العالي إلى بارس وهو في حوالي الثامنة عشرة من عمره وأقام فيها ثلاث سنوات ثم غادرها إلى مدينة مانشستر البريطانية وأقام في ربوعها ثلاث سنوات، حيث انهمك بأعمال تجارية بين التصدير والاستيراد ثم دفعه الحنين والشوق للعودة الى وطنه لبنان الشقيق فأقام هناك ثلاثة أشهر وغادره إلى الأبد باتجاه الولايات المتحدة الأميركية فكان من رواد شعراء المهجر وتنقل بين العديد من ولايات (العالم الجديد) كما كان يطلق عليه، ليستقر أخيراً في مدينة بروكلن التي وافته المنية فيها، وتجدر الإشارة هنا إلى أن رشيد أيوب كان أحد مؤسسي الرابطة القلمية في نيويورك عام 1920 التي ترأسها عميد الأدب المهجري جبران خليل جبران وضمت في عضويتها نخبة من الأدباء الكبار نذكر منهم: إيليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة والشاعر الحمصي نسيب عريضة..‏‏
ترك الشاعر رشيد أيوب ثلاث مجموعات شعرية هي: الأيوبيات، أغاني الدرويش المزينة برسومات لجبران، والعالم الجديد، وقد طبعت هذه المجموعات في نيويورك.