بسم الله الرحمن الرحيم .
في البداية لا يسعني إلا أن أشكر الأخ عبدالكريم على موضوعه الجميل وصوره الأكثر من رائعة والتي دغدغت مشاعرنا وعواطفنا وأحاسيسنا وذكرتنا بما يرويه آبائنا , فبارك الله به على موضوعه الجميل , وكن لا يخلوا موضوع من ثغرات فالكمال لله وحده سبحانه , واسمحوا لي أن أبين وجهت نظري في ال 25% المعترض عليها في الموضوع واستجابة لكلام الأخ أبوعبدالله , وأرجوات قبل كلامي بصدر رحب وهذا ما أعرفه من أبناء عشيرة البوخابور الكريمة ذات التاريخ العريق المشرف , ولكن بما أنني من أبناء مدينة ديرالزور والموضوع عن مدينتي فلي تعيقيب لو سمحتم .
1- أول اعتراض هو على قول الكاتب بأنه لم يكن في الجزيرة السورية في القرن السادس عشرسوى ثلاث قر ى وهي ديرالزور والعشارة والميادين , وأرد وأقول بأن الجزيرة الفراتية منذ أربعمائة سنة كانت مليئة بالقرى ملئاً كبيراً حتى كان مابين كل قرية وقرية يوجد قرية وفي احصائة اجرية في عهد أحد سلاطين بني عثمان وأظنه سليمان القانوني بلغ العدد رقماً فلكياً خيالياً وهو : (17,500,000) سبعة عشرمليون ونصف وهذا رقم كبير جداً لقد كانت أعداد القبائل المتواجدة في الجزيرة الفراتية في سورية وتركيا والعراق من حيث الأفراد يفوق عدد القبائل المتواجدة في الجزيرة العربية مجتمعتاً التي كانت كثرتها في الأقاليم الثلاث الكبرى ( الحجاز,اليمن,نجد ) , وقد كانت عبارة عن غابات كثيفة بحيث لا تستطيع أن تبني بيتاً بدون أن تقطع شجرة حتى إن الأمراء كانوا يتنافسون بين بعضهم من يا تراه يستطيع أن يبني قصراً على أرض منبسطة بدون ان يقطع الأشجار وكثيراً ما كانوا يبنون على التلال أحياناً ,
وهناك الكثير لأقوله عن الجزيرة الفراتية وتاريخها ولكن في مواضيع قادمة إن شاء الله .
2- بالنسبة لقول الكاتب من حيث تفضل وذكرمراحل تشكل العكيدات وسبب تسميتهم وتاريخ هجرتهم الذي حدده مابين سنتي ( 1835 – 1837 ) فإنني أتفق معه في كل ما قال ولكنه على ما يبدو من كلامه انه قال أن قبيلة العكيدات الكريمة هي أول من سكن وادي الفرات وهناك الكثير من القبائل النجدية والحجازية والعراقية وغيرها من القبائل الحالية التي سكنت وادي الفرات قبل قبيلة العكيدات ولو أنني أعرف أن عشائر الغنام العلي السالم سكنت قبل 1800 بقليل ولا أعمم على كل العكيدات , وبالنسبة للإنتشار فما نعرفه أن الضفة اليسرى وحتى نهر الخابور للبكارة إمتداد واحد حتى الحسكة , وكذلك يوجد حالياً الجبور من تل حسين وحتى الحسكة وفيما بعد الخابور فضفتي نهر الفرات خاضعة لقبيلة العكيدات وما دخل في حلفها , بلا منازع .
3- عندي اعتراض على جملة أن العثمانيين هم من بنى مدينة ديرالزور وتحديداً الدير العتيق فمدينة دير الزور قديمة قدم التاريخ ولم تنقطع فيها الحياى حتى الآن وقد كان فيها الأبنية العباسية وخصوصاً جامع الملا علي وجامع الوسط اللذان بنيا منذ عهد هارون الرشيد وهو مثبت عند كتب التاريخ إذ عن الرشيد كان يتخذ ديرالزور والميادين وعانة والرقة والرصافة وغيرها , كان يتخذها استراحات له في الصيف لبرودة المكان وجمال الطبيعة , طبعاً في ذلك الوقت أي من حوالي 1250 سنة تقريباً , وعندما قامت الحكومة في عام 1968 بهدم ديرالعتيق وجدوا تحت أنقاضه مدينة ثم وجدوا تحت المدينة مدينة وهكذا كلما حفروا وجدوا تحت كل مدينة مدينة إلى أن وصلوا لآثار منذ العصر الحجري الحديث , وهذا إن اكد أكد على شيئين :
الأول أن مدينة ديرالزور أقدم من الميادين والرقة والعشارة وغيرها .
الثاني أن التلة أو العلوة بالمعنى الديري تلك العلوة التي كان ديرالعتيق مبني عليها إنما كانت صناعية وليست طبيعية ولكنها ناتجة عن تراكم المدن التي كانت مبنية قبلها على مر السنين والعصور .
4- أؤئكد أن كلاً من مدينتي الموصل وديار بكر , كانتا تتبعان لديرالزور وليس العكس أي الذي كان في الموصل كان سورياً على عكس ما اعتقد البعض أن ديرالزور تتبع للموصل أو حماة أو ديار بكر أو غيرها .
5- بالنسبة لحركة العمران الحديثة فقد بدأت منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر في حملة إبراهيم باشا وليس في عام 1865م.
6- أضيف إلى جانب ما بني أضيف المكتب السلطاني بما يعادل الثانوية العامة , وهو البناء المربع الصغير في ثانوية الفرات حالياً أما البناء الكبير فبني في العهد الفرنسي .
7- باقي ما ذكر فأنا أؤيد الكاتب فيه تأييداً كاملاً واعذروني على الإطالة عليكم , وآسف لو خرجنا من حدود الكلام , بارك الله بيكم وفي أمان الله .