افتح يا سمسم ( صغار كبار )

[أيهم المحمد]

اِفْتح يا سُمْسُم

افتح يا سُمْسُم أبوابك
أطفالــك قد باتوا كـبار



يعدُّ اِتحاد إذاعاتِ الدولِ العربيّة واحداً من أفضلِ التجارب السيئة في مجال العمل العربي المشترك، و الّذي برز و تجلّى دوره في مناسباتٍ عدّة كنقل الأحداث العربيّة و الدوليّة و نقل النشاطاتِ و الاحتفالياتِ العربيّة و الدوليّة في مجال الرياضة و الفن سابقاً قبل ولوج عصر الفضائيات و الاحتكار التجاري، و بعض الإنتاجات الفنيّة للأفلام و المسلسلات و البرامج. كذلك ساهم بشكل واضح في مجال التبادل الثقافي بين الدول العربيّة كتلك الأفلام الوثائقية التي كانت تُذاع في جميع الأقطار في يوم واحد احتفاءً بالعيد الوطني لأحد الأقطار العربيّة، و جميعنا يذكرُ كيف كان يخرج إلينا مثلاً مذيع سعودي أو سفير المملكة العربية السعودية في سوريا في اليوم الوطني للسعودية على التلفزيون السوري متحدثاً بشكل تفصلي عنه بلده، و الأمر ينسحب في اليوم الوطني المغربي و الموريتاني و غيرهما من بقية الأقطار العربيّة ...


لكنّي اليوم و بكلّ سرور أتقدّم خطوةً واحدةً إلى الأمام لأبرّز وعلى عُجالة و مضة و لمحة بسيطة عن برنامج يعدّ من أنجح التجارب العربيّة في مجال إنتاج البرامج الموحّدة و الّذي إن خصّ الأطفال في شقّه ظاهريّاً، فأن بواطنه و خباياه تُخبرنا بأنّ جهداً كبيراً و تفاصيلاً ذهنيةً و فكريّةً شتّى كان ورائها رجالٌ كبارٌ خرجوا بهذا البرنامج للمشاهد العربيّ ليظهر بوجه ناصع على الملأ و يقدّم مادّة ثقافيّة جامعة لمجموع الناشئة على اِمتدادِ الوطن العربيّ من نواكشوط إلى المنامة و من محيطه إلى خليجه.


هذا البرنامجُ كما يعلمُ غالبكم من إنتاج ثمانيات القرن الماضي، و شارك به كادرٌ كبيرٌ من الفنيّين و الفنانين و المسرحيين من مختلفِ الأقطارِ العربيّةِ و بتمويل من اتحاد إذاعات الدول العربيّة و بمساهمة خاصّة من دول بعينها كما أظهرت رسالة المسلسل و توجّهه المنحاز لدولة العراق بالدرجة الأولى و بالدرجة الثانية من دول الخليج العربي كونهما أصحاب الحصّة الأكبر في تمويل المنتج بما أنعم عليهما الله من ثروة و سعة ...


و إذا انتبه منكم أحدٌ فأنّكم سوف تلاحظون كيف تمّ إشغال الحالة الفكرية في سلسلة " افتح يا سمسم" في أربعة مستويات متسايرة و هي: مستوى تعليمي، مستوى تربوي، مستوى تعريفي، و مستوى ترفيهي .


فيظهرُ وجهه التعليمي من خلال تقديم مسلسل "افتح يا سمسم" مواداً لتعليم أحرفِ و كلماتِ اللغة العربيّة و شيئاً من البِناءِ و الإعراب فيها، و العمليات الحسابيةِ و الرياضيةِ البسيطة للناشئة.


و في مجال التربيّة قدّم "افتح يا سمسم" مادّة غنيّةً سلسةً من المواقفِ الأخلاقيّةِ العربيّةِ و الأعرافِ التربويّة العربيّة، و الّتي تَظهر بشكلٍ واضحٍ في المشاهد التمثيليّة لأبطال العمل في شخصياتِ ( البائع المتجوّل عبد الله - و المكتبيّ هشام - و الأستاذ حَمَد – و الدمية الطائر مَلْسون - و الدمية الدّب نُعمان - و الدمية الهرّة عبلة )


أما المساحة التعريفيّة - الأجمل برأيي- تَظهر لكم بتلك المشاهد الأخّاذة المُنتقاة بعنايّة من غالب الدول العربيّة في الثمانينات، و الّتي تعرّفنا من خلالها عن كثب على العراق و دُول الخليج العربيّ و اليمن و مِصر و دول المغرب العربيّ و غيرها، و المُلاحظ المُدقّّق يمكنه اِستنتاج مِقدار مُساهمات الدول العربيّة في اِنتاج " افتح يا سمسم" من خلال نوع و كمّ الأفلام ِالتعريفيّةِ الخاصّة بكلّ دولة عربيّة على حدا، بالإضافة إلى الاِنتماءات القطريّة للممثلين المشاركين في المشاهد التمثيلية و التي بالدرجة الأولى تعود للعراق ثمّ دول الخليج فبلاد الشام .


و في النهاية يمكن الإنتقال للترفيه و الضَحك مع شخصيات( بدر - أنيس - كعكي - قرقور - الضفدع كامل - شخصيات الكومبارس الأخرى ) و الّتي هي بالأساس مُدبلجة و مَأخوذة عن مسلسل الدمى الأجنبي Sesame Street، و بالرغم من كلّ ما قد قيل و روي عن هذا المسلسل الأجنبي عن تقديمه لأخلاقيات و ابتداعات أجنبية غريبة عن الثقافة العربية كمسألة " المثيلية" في شخصيتي بدر و أنيس مثلاً. إلا أن الدبلجة الذكيّة و الواقعيّة و الجُهد المميّز من ممثلي أصوات الدبلجة و الّذين كانوا في غالبهم مسرحيين عراقيين عمالقة استطاعت نقـل Sesame Street للمشاهد العربي بدون أن يحسّ مشاهدنا أن هناك ما يُبطن و يُخفى في المسألة و تسويق المشاهد بشكل هادف و فكاهي و جميل.

أتذكّر من طفولتي كم كان يشدّنا هذا البرنامج، و كم كان نهمنا يدفعنا لمواصلة السّاعة بالنظر اِنتظار قرب عرض البرنامج، فكان ذاك النّهم يدفعه شغف بالمعرفة و اقتناصها و البحث عن الضحك و اللعب و رؤية و مشاهدة بلدان العرب.

كانت بالنسبة لي شخصيّة المكتبي هشام من أقرب الشخصيات إلى قلبي، و كانت شخصيّة كعكعي تثير فيّ مشاعر خاصّة حيث كان يلتهم الكعك فيسيل منّي اللعاب أيّما سيلان و يثير سخطي بالكعك المتناثر من فمه الكبير الذي بإمكانه استيعاب كل ما يقدّم له من كعك و حلوى .

و قد يطول حديثنا عن "افتح يا سمسم" إن نحن تركنا ماضي طفولتنا يمارس معنا طقس الحكواتي، إلا إنّي أكتفي بتلكم اللمحة الخاصّة عن مسلسل"افتح يا سمسم"، متمنيّاً بالفعل أن أكون قد وُفقت بما قدّمت على الطبق الفضّي لكم أعزائي أعضاء البوخابور راجياً منكم مشاركتنا بما يحلو لكم في موضوع قد شدّ الطفل سابقاً و أشغل الأسُر، فشكّل ذاكرة ثقافية لا أظن أحداً من جيل العشرين و الثلاثين لا يشاركنا بعضاً على الأقل مما ذكرناه عنها .




و إليكم ختاماً بعضاً من صور افتح ياسمسم اتمنى أن تنال إعجابكم و رضاكم





شخصيتا أنيس و بدر



شخصية أنيس قدّمها عبد المطلب السنيد


شخصية بدر قدّمها عبد القادر الشريف







شخصية كعكي


قدّمها عدنان عاشور






شخصية قرقور


قدّمها عبد الجبار كاظم







شخصية الضفدع كامل


قدّمها فوزي مهدي






[frame="7 60"]

خاصّ
منتدى البوخابور
قسم الأسرة
أيهم المحمّد
[/frame]