السلامـ عليكمـ و رحمة الله و بركاته ...
بدايّة أحبّ أن أعبر عن عظيم التمنى لنجاح تجربة المسابقة المستحدثة في منتدى البوخابور لأنّها بالفعل تجربة تستحق المتابعة للوصول للغاية المرجوة و هي تطوير أدوات المنتدى للوصول للغاية الكبرى بالثقافة و التواصل .
الكلّ يعلم بأنّ رضا هو أيهم المحمّد و أنا من خلاله ألتزم بأن أنأى به عن تجاذبات الأصوات الخاصّة بالمسابقة .
إنّ الغاية من رضا منذ البداية هو خلق شخصية خابورية باسم رقيق عذب ذو دلالة بعيد البعد لربما عن سكة المنتدى القائمة على مجموع العضوية المعروفة الهوية، والكل يعلم الهوية و لكن ينأى عنها لأنه فهم أنّها شخصية نمط ليس لها اتصالات و علاقات بالمعنى البسيط للكلمة.
بعد هذه المقدّمة الضروريّة توجّب عليّ أن أشير إلى مسألة هامّة و ضرورية إن أخذ بها لربما استدللنا بخطى ثابتة عن حقيقة الماضي و تأثيراته في خابوري العصر.
واليوم أودّ من خلال هذا المثال الحيّ و الرائع أن نعيد قراءة الماضي بصمت و تؤدة أملاً بأن تكون تعليقاتكم على حجم الشعور الذي ينتابني الآن في جوهر مسألة تخصّنا جميعاً وتهمّ بعضنا حيث تشكل الهمّ و الاهتمام لهذا البعض .
في المجادلة الشعرية الّتي كانت في الماضي بين المرحوم أبو صالح " العواشي " حمود العبد الله وبين أحدى الأقوام الذين تربطنا بهم علاقة نضال ضد المحتلّ الفرنسي لفتتني كلمة غاية في الروعة و القيمة الأخلاقية إن محصّنا بالفعل بها .
يقول رجل من أولئك القوم :
الخابوري صاير جـيّـم بالحيف يشيل أم زميم
ويرد عليه العواشي بالقصيدة المعروفة و الّتي يقول في مطلعها :
أم زميم إحنا الشلناها ........... الخ
إنّها كلمة " جيّم " .
لدى سؤالنا للكثيرين حتّى الزباري و أهل بقرص عن معاني الكلمة بادر البعض لتأويل الكلمة للفظ " الجيم المشبعة بالشين " و لكنّي و بكثير من السؤال وصلت للحقيقة المبهرة و العظيمة و الّتي هي محط فخر بالفعل وهي ببساطة جيّــم هي قيّــم وكانت تقال لمن كان يقوم على أمور الدين و يصلي و يبني المساجد .
تتبعت الأمر فعلمت:
1- أن بناء المساجد في موحسن يعتبر رائداً بالنسبة لغيره من قرى الفرات .
2- أن ما كان يسمى بالخايس و الخنوع كان صفة تطلق من قبل الأقوام على كلّ من كان يقيم الدين و يقوم عليه
3- فسّرت لماذا هذا التعاطي المليء بالشفقة و المحزنة على كلّ من عرف من أجداده أنه كان يقيم الدين حتّى وصف البعض منهم بالمهبول أو المسكين ، وقد نقلت هذه الأخبار بالوراثة من جيل إلى جيل حتّى وصلتنا .
إذاً لقد عاب هؤلاء القوم البوخابور بالدين و التديّن، وما علم هؤلاء أنّ هناك من سيقرأ أشعارهم و يفخر بأنّ الجـيّم هو خابوري و قد " شال أم زميم " .
رحم الله أجدادنا و أعاننا على كشف الغطاء عن أمور قد تخفى على الكثيرين .
لدي تمني على كبار السنّ في منتدانا و العارفين أن يدلوا بدلوهم في هذه المسألة الهامّة فما وصلنا عن الأولين قد لا يسرّ و أنا أعلم أن تشويهاً ما قد حدث في وقت ما.
الرضا لمنتدى أهلنا البوخابور