عادة في كل مقابلة , أو سيرة ذاتية يسأل الشخص : ما هي هوايتك أو هواياتك المفضلة ؟
فهذا يهوى الرسم وذاك يهوى السفر, وثالث يهوى الموسيقى ورابع يهوى الرياضة !!
ولا مشكلة في ذلك طالما أنها توضع في مكانها الصحيح , وفي حجمها الصحيح , وضمن الترتيب الصحيح بين الأولويات .
ولكن عندما يتحول الإهتمام بنادي الفتوة مثلا أكثر من الإهتمام بمشكلة عدم توفر الماء الصحي الصالح للشرب في المدينة , وعندما يكون التعصب لمطربة معينة لتنال تصنيفا معينا أكثر من الإهتمام بتناقص مساحة الأرض الزراعية وتناقص محصول الحبوب في البلد ,
وعندما يكون الإهتمام بوقائع خلاف بين فريقي مصر والجزائر أكبر من الإهتمام بقضية فلسطين والعداء بين الصهاينة والعرب والمسلمين .
وعندما يكون الإهتمام بأخبار فريق ريال مدريد أو برشلونة أكبر من إهتمامنا بتهديد بيئة الأرض وتلوثها .
عند ذلك تكون الموازين مقلوبة ويشك في الغايات التي وراء ترويج مثل تلك الإهتمامات ؟؟؟!!!!!
عندما لا تميز الأمة بين أولوياتها , وعندما لا تعرف الأمة قضاياها المصيرية , التي تشكل بالنسبة لها قضايا الموت والحياة فتلك كارثة !!!
يبدو أننا والله أعلم قد أضعنا البوصلة, وأخطانا الوجهة ,وضللنا الهدف ,لأننا تخلينا عن الدليل الذي تردده وحفظته ألسنتنا , وغاب عن قلوبنا وعقولنا , ولا وجود له في سلوكنا .