أعتقد أن سبب المشكلة 3 عوامل هي :
1- نظام التعليم والإمتحانات في بلادنا الذي عفا عليه الزمن , ذلك النظام التقليدي , التلقيني , الذي يعتمد على السرد والحفظ وليس على الفهم .
النظام الذي يعتمد على تلقين الطالب المعلومة وليس تهيئة الجو له لإستخلاصها أو إستنتاجها .
أسلوب التعليم الغير مبني على إجراء البحوث من قبل الطلبة وطيلة العام , وعدم توزيع العلامات على تحصيل الطالب ونشاطه طيلة العام الدراسي .
إن حصر نتيجة العام الدراسي كاملا في قدرة الطالب على الإجابة على بعض الأسئلة أم لا , أسلوب خاطئ وعقيم وغير عادل ولا يشجع على الإنتظام والتوازن في الدراسة وبهذا يكون مدعاة للتوتر والقلق .
2-نفس العوامل تنطبق على إمتحانات الثانوية العامة حيث يتوقف جهد 12 عاما على إمكانية الإجابة على بعض الأسئلة , وكذلك نظام القبول في الجامعات الذي أصبح سيفا مسلطا على رقاب الطلبة , وبسبب الظروف الإجتماعية التي لا تتيح فرص العيش اللائق والكريم لغير حملة الشهادات , وذلك بسبب البنية والتركيبة الإجتماعية والإقتصادية للمجتمع وعدم توفر فرص عمل كافية للشباب .
3- سوء تصرف الأهل وتوترهم بسبب القلق على مستقبل أبنائهم والإصرار المستمر والتوجيه المباشر والدائم للأبناء بتكثيف الدراسة مما يوتر الطلبة قبل الإمتحانات ويزيد القلق عندهم وأحيانا يخلق عندهم ردود أفعال سلبية .
روت لنا والدة أحد الطلبة من أبناء أصدقائنا أنها كانت تحث إبنها بشكل دائم على الدراسة وكانت كلما دخلت عليه في غرفته تقول له " أدرس " وتردد هذه الكلمة على مسامعه دائما " أدرس " فما كان من ذلك الإبن إلا سجل صوت والدته دون أن تدري وهي تقول له " أدرس "
وأصبح كلما دخلت أمه عليه في الغرفة يشغل المسجلة وفيها صوتها وهي تردد كلمة " أدرس " ويقول لها عرفت ,فهمت إسمعي هذا ما تريدين قوله كي أريحك من ترداد الكلام حيث تقوم المسجلة بترديده بصوتها " أدرس , أدرس , أدرس " .
الحقيقة خلق الدافع عند الطالب وتشجيعه على الدراسة يجب أن يكون بشكل غير مباشر وليس بصيغة فعل الأمر .
وأما الإمتحانات في المرحلة الجامعية , وما أدراك ما المرحلة الجامعية فذلك يحتاج لمجلدات ولنا عودة مستقلة له .
أعان الله أبنائنا الطلبة وذويهم وقلبوبنا معهم .
وفقهم الله وندعو لإبنة الأخ خابورية جدا , ولإبنة الأخ جوري , ولإبن الأخ عبدالرحمن الجاسم ولجميع الطلبة والطالبات بالتوفيق والنجاح .