بسم الله الرحمن الرحيم
يامنتدياتنا العظيمة .....
حلمت طويلا ... بأن يكون لدي حديقة تربتها تشبه لون الحناء ..
أنثر فيها حروفي ... تتبرعم بالحب وتزهر بالوفاء وتثمر بفاكهة يانعة تذوب حلاوتها بعشق موحسن ....
موحسن .... تلك الغادة الحسناء ... تلك الشابة الغيداء ... تلك الأم التي ينام أبناؤها على صوت هدائها ...
\\ عيني طرفها النوم ............. ومسيت أنا حيران \\
\\ لأحن عليهم .................... حنين النوق عالحيران \\
هكذا كانت موحسن ... تربي عصافيرها على حبيبات السنابل التي روتها من قطرات قلبها
ولكن تلك العصافير .. طارت بعيدا ... بعيدا ... بعيد ... لتحضر على أجنحتها المزيد من القش
لتبني أعشاشاً ... تحتضن صغارها ... أعشاشا ... تفيض حناياها بالحب .. والحب .. هو من يصنع المعجزات ..
كم أتوق لهذه الحديقة ... وكم يحملني الحنين ... لعناق هوائها ..
وارتشاف حبات الطل المتحدة جنونا ً في أكمام ورودها ..............
أرجوكم ... لا تنفضوا عن رموشي ماعلق فيها من غبار طلع تلك الورود .......
أرجوكم ... لاتبذروا في حديقتنا مايملأ وجنتيها بزهور برية متوحشة .....................
انثروا معي شذى كلماتكم المتدفقة بعطر الجوري ...
ابتعدوا ماأمكنكم عن أعشاب .. تبدوا للوهلة الأولى خضراء وادعة ,,, ولكن ؟؟؟
سرعان ماتلتف بأذرعها اللزجة ... لتخنق جذور مازرعناه من ورود ....
وتحيل المكان ... إلى أجمة شوك مخيفة .. تقبع تحتها الحلزونات وربما الأفاعي ....
تعالوا لنجعل من واحتنا ظلال نخيل وارفة ... فقد تعبت نفوسنا من شدة الهرولة .....
نعم .... لقد هرولنا طويلا .... طويلا ... وراء سراب الأمنيات ...
وعدنا ... وفي حلوقنا مرارة العطش.... فهل ثمةً من ماء سواقيك المتدفقة بالسكر ياموحسن؟؟؟
ابتعدوا .... عن الخوض في المستنقعات الآسنة ... واغسلوا قلوبكم قبل أقدامكم ... بماء تلك السواقي ...
اجعلوا من أحاديثكم معزوفات تنشي مهجة سامعها وتكحل عيون قارئها .....
أحلم بصفحات تشف حروف سطورها بجمال خفاياكم ...
أنتم يا زارعي واحاتنا بالمزيد من العشق ......
لتكن حواراتكم لينة .. ومقترحاتكم أنيقة .. وآراءكم معتدلة ...
لأعراسنا طعم الفرح ... ولجمعاتنا رائحة الحوذان البري ...
وللقاءاتنا نكهة خبز التنور ....
ربما حصلت هفوات وأخطاء ... وهذا لايعني أن نجير للعزلة أرجوكم ...
كيف تطالبون بعزل الياسمين ؟؟؟
لقد كانت لتلك الأعراس روعة خاصة ....
تتشابك الأيدي فتتحد القلوب .... لست أدعو لحالة مجون ولكن أدعو لتوحد للأرواح ...
لقد كان لصوت الناي عالم يحملنا إلى حالة من الحب الطاهر ...
ربما تغيرت النفوس ... لما طرأ على الكون من تطورات مرهقة ... ولكن ...
لازال للفرح في موحسن طعم آخر .................................................. ...
تماضر الموح