لعل من أصعب ما يواجه (المهاجر) شعوره بالغربة، وعدم تمكنه من التناسق مع محيط لم ينشأ فيه ، ويتدخل عامل اللغة كعائق دون حوار بينه وبين الناس، فيفرض عليه نوعا من العزلة المفضية إلى الاعتزال، والتقوقع حول الذات كنوع من الهروب أو الاستعلاء من شعوره بالدونية ….
وتبدو ظاهرة الاغتراب طبيعية وتجد لها متنفسا خلال العطل التي يصر المهاجر على قضائها بوطنه الأصلي حيث يمعن في التظاهر واستعراض العضلات...ومن خلال الذوبان في محاولة للتموقع في المجتمع الجديد ...
لكن أسوأ أنواع الاغتراب هو ما يمكن أن يواجهه الإنسان داخل مجتمعه ، بل داخل بيته وبين أفراد أسرته ، فغياب التوافق العمري والثقافي والديني العقائدي وحتى التوافق الجسدي والتربوي بين الزوجين يؤدي إلى عواقب وخيمة ، تتخذ من الصمت أولى تجلياتها وتنتهي إلى نوع من(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى