الشيخ حسين الأزهري " منقول "

[أيهم المحمد]

واحد من أعلام الفرات و من الأشخاص الذين يعود لهم الفضل الكبير و الواسع بابقاء جذوة الدين مشتعلة في عموم الفرات بعد سنين من الفساد الديني و التي طبعت مرحلة ما بعد الخلافة العباسية حتى مشارف القرن الماضي

ولد عالمنا الكبير في بغداد عام 1229هـ - 1810 م ومن هنا جاءت شهرته بالبغدادي وينتسب إلى عشيرة العزّة ومن هنا جاءت نسبة العزاوي
وبدأ بطلب العلم وهو صغير، وعندما بلغ العشرين من عمره سافر إلى مصر ووصلها عام 1249 هـ - 1830 م حيث استقر بالجامع الأزهر ومن هنا جاءت شهرته بالأزهري
بقي هناك سبعة وعشرين عاماً تابع فيها دراسته حيث حصل على أعلى الإجازات من كبار علماء المذاهب الأربعة ، وخاصة من علماء المذهب الشافعي فقد أجازه الشيخ محمد الأنبابي عن الشيخ إبراهيم الباجوري عن مشايخه الفحول إلى أن انتهت إجازته إلى الأمير الصغير والأمير الكبير صاحب الثبت المشهور إلى الأمام البخاري ومسلم لذلك فإن إجازته أعلى إجازة في المذهب الشافعي لأنها صحيحة ومتصلة السند
وبدأ يدرس في الأزهر حتى وصل إلى مرتبة ( شيخ الرواق البغدادي ) وهي مرتبة عالية لايصل إليها إلا كل عالم نحرير وهي تعادل ( عميد كلية ) وتخرج على يديه عشرات العلماء الأفاضل منهم العلامة محمد عبده مفتي الديار المصرية
وفي عام 1276هـ - 1857 م خرج من مصر إلى عكا في فلسطين وبقي فيها أربعة عشر عاماً حيث أجازه الشيخ نور الدين اليشرطي وقد ذكرت السيدة فاطمة اليشرطية الحسينية في كتابها ( رحلة إلى الحق ) متن الإجازة وذكرت الشيخ وأثنت عليه بما هو أهله
وفي علم 1290هـ - 1871م غادر الشيخ حسين عكا إلى تركيا حيث مكث في استانبول واحداً وثلاثين عاماً تخرج على يديه 57 عالماً منهم الشيخ اسماعيل حقي الإزميري صاحب تفسير ( روح البيان ) والذي تولى المناصب العالية في القضاء والحكومة التركية
وفي عام 1290هـ - 1902 م قدم الشيخ حسين إلى دير الزور وقد ذكر حفيده الأستاذ سميح أن الشيخ كانت إقامته في دير الزور برغبة منه

ثم عين مفتياً في هذه المدينة رغم تقدمه بالسن حيث تخرج على يديه عشرات العلماء والفضلاء وكان أهم تلاميذه :
1- الشيخ محمد سعيد العرفي مفتي دير الزور وعضو ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في سوريا وعضو المجمع العلمي العربي في دمشق رحمه الله تعالى .
2- الشيخ عبد الرحمن الطبال من وجهاء دير الزور مزارعاً تاجراً عما كأمين فتوى على عهد الشيخ حسين رحمه الله تعالى .
3- الشيخ القاضي عبد القادر ملا حويش العاني الغازي القاضي الشرعي في دير الزور وصاحب تفسير ( بيان المعاني ) الذي لم يسبقه أحد إليه وهو حسب النزول .
4- الشيخ حمادي الشعيبي القاضي الشرعي بمدينة الميادين ( تبعد عن دير الزور 45 كم ) رحمه الله تعالى .
5- الشيخ ملا محيمد الخرسا مفتي البوكمال ( تبعد عن دير الزور 130 كم )
6- الشيخ محمد رشيد الخوجة مفتي محافظة الرقة ( تبعد عن دير الزور 130 كم)
7- الشيخ ملا نهر مفتي الحسكة ( تبعد عن دير الزور 170 كم )
8- الشيخ جعفر الرحبي المدرس الديني في دير الزور .
9- الأستاذ علي صائب وهو صاحب القاموس المعروف بـ ( الصائب ) وهو قاموس حديث موسع في اللغة العربية .
10-وقد درس عنده الشاعر الكبير محمد الفراتي مدة ثلاث سنوات .
وغيرهم ممن رزقهم العلم على يد الشيخ حسين رحمه الله تعالى
وقد ترك الشيخ بعض المؤلفات وقد ذكرها لي حفيده الأستاذ سميح :
1- مجموعة من الفتاوى .
2- وتفسيراً لثمانية أجزاء من القرآن الكريم .
3- وبعض الرسائل والتعليقات والتقريرات والحواشي .
ولقد كانت علاقته بالطلاب علاقة أبوية تتصف بالود والمحبة وكان يركز على تفهيم الطلاب ومناقشتهم حتى يصبحوا متمكنين من المادة التي درسوها .
توفي الشيخ عام 1355 هـ - 1936 م وكان ذلك في شهر تموز عن عمر يناهز 127 عاما قضاها في نشر العلم والفضلية كما ذكر لي ذلك الشيخ مهيدي الأشرم( عمره 83 عاماً) حفظه الله تعالى من تلاميذ الشيخ محمد سعيد العرفي ) فالشيخ حسين يعتبر له جداً في العلم .
هذه نبذة من ترجمة الشيخ حسين الأزهري رحمه الله تعالى



الشيخ محمد سعيد العرفي

تلميذ الشيخ حسين الأزهري العزاوي " رحمه الله "

[زهرة قاسيون]

رحمه الله ورحم كل علماء المسلمين الذين كانوا أعلام في سماء هذا الدين العظيم..

شكراً لك أيهم

[رانسى]

رَحم الله شيخنـا حـسين الأزهـري وَ غفر الله لهُ و رَحمهـ رَحمة واسعة.
وأسَأل الله تعالى أن ينفعَنا بِعلمه
أيهم المحمّد
جزاك المَولى جنتهُ