يا شامُ جُنَّ بوصفكِ الشعراءُ
كجنونِ قيسٍ والجنونُ سَواءُ
جَاهِرْ بحبكَ كيف ترضى كتمهُ ؟
والشعرُ يُظهِرُ حسنَهُ الإلقاءُ
عُرِفَ الشتاءُ بأنَ خيرهُ مُغدقٌ
فرأيتُ أنكِ يا دمشقُ شتاءُ
واتى السؤالُ أليسَ برداً ما ترى ؟
فأجبتُ هاهوَ قاسيونُ رداءُ
نِعْمَ الرداءُ وكمْ أضافَ لِحُسنها
ويُجيدُ منْ حُسنِ العروسِ غطاءُ
لو أنَّ سُمّاً من تُرابكِ مصلهُ
لَابْتيعَ حصراً كي يكونَ دواءُ
قالوا توقفْ هاهنا يا ذا الفتى
ظنّوا بأنّي مَسَّني إعياءُ
لا تحسبوا شيبي دليلَ متاعبي
بالضِّدِ قالوا تُعرَفُ الأشياءُ
أغراكُمُ لومي فَزادَ تشوُّقي
إنَ الملامةَ في الهوى إغراءُ
ما كُنتُ أُظهرُ في الخليل براعتي
لو لم تحفِزْ ريشتي الفيحاءُ
فَغَمَسْتُها في وزنِ بحرٍ كاملٍ
فأتَتْ بِحُسنِ مياههِ الزرقاءُ
وسَألتُ ربي أن يزيدَ تفنُني
في وصف جِلّقَ والسؤالُ دعاءُ
فَتَرَاقَصَتْ صور الشآمِ بخاطري
وبدأتُ من أبوابها الغراءُ
سَبعُ المثاني للكتابِ بدايةً
وبسبعِ أعْظُمَ تسجدُ الأعضاءُ