الصراع بين الأجيال مشكلة هذا الزمان في موحسن

[مقداد غدير]

الزمن دولاب لايقف عند أحدا ولا عند باب يدور دورته ويعود من جديد بحلة جدية وشكل منسق ولكن الفكرة فيه ذاتها والأساس لا يتغير فالذي يتغير القشور فقط .
وموحسن مثلها مثل أي منطقة أو مكان تتعرض لتأثيرات وتغييرات فهل ستؤثر هذه التغييرات فيها للأفضل أم سترجع بها للوراء بسبب الأثر الذي يلحق بشبابها والجيل الذي يسبقه والعلاقة بين الجيلين والفروق بينهم .
كما نعرف بأن كل زمن فيه كبار في السن يعودون للجيل الذي يسبقه وجيله الجديد وكل زمن فيه الناس ينقسمون بين محبين لعادات أيام زمان (أيام جدي وجدك) وبين جيل المستقبل ( جيل السرعة والإندفاع )
أناس يحبوا أغاني أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ورومنسية الزمن القديم وبساطة الناس ووصال الأقارب وهدوء القلوب والأمان والمحبة التي كانت بين الناس وبين الأقارب والجيران وقعدات السهر و الأغاني الشعبية مثل عالهويدلك يابا ع هويدليا و مواويل الحب والعشق وزمارة ياسين ودبكات أيام زمان يلي بتلم من كل حدب وصوب حسب ما يصفونها .
وأناس آخرون يحبون المستقبل وما يحمله من تطور وسرعة وواقعية أكثر في العمل بعيدا عن الرومنسية التي يعتبرونها مضيعة للوقت فهذا الزمن كما يرونه ليس فيه وقت للحب وإذا حدث الحب يجب أن يصل إلى مبتغاه كما الربح والخسارة أي يا بحبها وتحبني بسرعة يا بخسرها مافي حاجة للإطالة والانتظار مافي وقت لا للراحة ولا للنوم والوقت يمر سريعا والاختراعات كل يوم فيها شيء جديد كالجوالات والحواسيب والالكترونيات ويجب أن نتتبعها ونلاحقها حتى لا نظهر بمظهر المتخلفين وحتى اللباس ووصلت إلى تسريحة الشعر وهذا هو متعة الحياة خلينا نستمتع بهالحياة هيا مرة وحدة كما يصفها الجيل الجديد .
ورغم أن الزمنين متشابهين إلى حد ما فملاحقة الموضى كانت موجودة أيام زمان كحلاقة الزلف ( جزمة ) أو تمييز الشوارب أو البنطال الغريب المظهر ضيق الخصر وواسع في نهاية القدم والجزمات اللامعة والشعر اللامع (بس ماكنت أعرف شو بيحطو عليه أيام زمان يا ترى شو ..!!)
وهذا الزمن مثلو ولكن تغيرت فيه التسريحة إلى الأعلى الشعر الواقف كالمنفوض بالكهرباء أو البنطال( النيصل قولات الديرية ) أو الألبسة المشقوقة و الجيل على الشعر يعني تيبيس الشعر ههه والجوال كل شوية بيرن ميس كول من العينتين ( عفوا العينتينات ) لأنو أخينا ما يحب عادات أيام زمان بنت وحدة وبس لأ عيب لازم يكون عندو معجبات كتير ( لأنو تامر حسني هو ) .
والبنات تركو الهباري يلي كانوا يلبسوها نسوان أيام زمان عيب البنطال أفضل والتغيير والتجديد كل يوم عالسوق لازم تنزل و ما بتقتنع إلا بأغلى الأسعار رغم إنو أحيانا تكون قطعة سعرها أرخص و أحلى بس هيا متنحة ( صحيح ليش هالعادة ما فهمت )
وتسريحات الصبايا بدون حجاب أو غطاء ولا شي بتلاقي ألوان أخضر أحمر أصفر لو شافهون جدي كان فكرهون أجو من كوكب و آمن بقصة إنو في حياة بغير كوكب الأرض
وجوالها أربع وعشرين ساعة بيرت تررررن ترررن و أبوها يقوللها وهو راجع من دوامو تعبان وناااايم قومي ردي على صديقك صرعنا ترااا
((عادي فري الزلمة )) ع فكرة هذا الشي صار موجود عنا حتى حتى بموحسن و أنا شفتو بعيني شي مو معقول مع إنو أيام زمان البنت ما بتقدر ترفع راسها بوجه أبوها و أخوها وإذا طلع صوتها وهو نايم و سمعاها بيقوم وبيكسر كلشي بيشوفو عراسها .
والدبكات يلي أوه صارت مثل الكبريهات لأ و أضرب يعني لما كانوا أيام زمان يحتفلو بدبكة كانت الناس تدبك وهيا مبسوطة للعريس والعاروس أسع لأ يمكن حتى العرسان ما بيعرفوهم ولا يعرفوا أسماؤهم مع إنو الكل من موحسن والناس تروح عالحفلات شباب أو بنات مشان الخطبات والعشقات تصوروا حتى شيابنا يروحون صاروا يروحو تا يتخطبون يتخطبون (( الظاهر عجبهم جيلنا وحبوا يجددو الشياب مللوا معذورين مو شي يشيب شعر الراس ع هالشوفات صار لازم ينحرفوا أو للللللا)) والدبكات يلي ما حدا يقدر ينفذ من مشاكلها والكونات بين ولاد العمومة (( للأسف ضاع الدم )) مشان شغلة تافهة بس الشباب حبو يتمرجلو وبينو ببطولات قدام الصبايا أو لأنهم حبوا يجربو الزلومية شوي بمواسهم ع بعضهم مو الأقربون أولى بالمعروف .
مع إنو للأمانة كان بأيام زمان نماذج من هالجيل ولكن كانوا قليلين ومعروفين وخصوصا بجو قرية بس مو صارت موحسن مدينة صار لازم ننزعها ونصير مثل أهل المدينة الغريبين عن بعضهم والمال هو همهم الوحيد والحب بين الأقارب صار إسمو ((( تخــلـــــــــــــــف ))) بنظر الشباب الطيببة المعاصرين (قال) ولكن في شباب لسا همها ع موحسن وما تأثروا بهالتفاهات فكل زمن إلو عيوبو وفي سيئاتو وحسناتو ولكن لازم ما نرجع لورا لازم يكون هدفنا نستثمر الصفة الجيدة بالهزمان ونستبعد الصفات السيئة
وبلمات الشباب لما نقعد تكشف كثير من الأمور عند أغلب شباب القرية فبتلاقي النموذج المستهتر وتلاقي النموذج الواعي يلي لسا بيهموا إنو الواحد يطور حالو ويتحلى بأخلاقو وما يتهور وينجرف ويضل الناصح والواعي مو يلي يصير مسخرة الناس ويجيب البهدلة إلو ولعشيرتو و أهلو .
وهذا الصراع مابين الجيلين يولد مشكلة كبيرة في عدم التفاهم وربما أغلب المشاكل التي تحصل في مجتمعنا هي نتيجة لذلك فيما يسمى صراع الأجيال فجيل المستقبل يتهمون الجيل السابق بما يصفونه ( دقة قديمة ) والجيل السابق يصفوا الجيل الحالي بأنهم ( جيل صايع لا يعرف ماذا يريد صفته الهمجية ولا يعرف شيء من حياته) حسب قولهم .

فهل في رأيك أن الحضارة يمكن أن تكون بدون الزمن الهادئ الجميل والأخلاق التي لم يعد لها إلا بصيص ضئيل من النور في هذا الزمن وهل المستقبل يمكن أن يكون بدون هذا الجيل النشط والعبقري الذي لايمكن أن يقف في وجهه أي شيء جيل متحمس يريد أن يبلغ المستحيل ليس بصبره إنما بهجومه الذي يشبه الإعصار هل يمكن أن نوحد بين الأفكار لكلا الجيلين أم أنها سوف تبقى المعضلة التي لن يكون لها حل أبد ؟
فبرأيي أنا :
لن تكون هناك حضارة بدون الأخلاق الجميلة التي كانت موجودة ولن يكون هناك تطور إن لم نشرك الجيل الجديد في كل موضوع ونستفيد من طاقته ورأيه وبنفس الوقت كل زمن فيه عيوبه فنحن لانتذكر عندما نتحدث عن روعة أيام زمان المآسي التي كانت تحدث في ذلك العصر الجميل مثل التخلف الكبير و الأمراض التي ليس لها دواء و العادات السيئة التي كانت تنتشر في ذلك الوقت مثل عدم الاهتمام بالعلم وإهماله و عادات كثيرة أخرى .
وبنفس الوقت هذا الزمن أيضا من عيوبه عدم اللجوء للحكمة أحيانا والتهور في التصرفات بسبب الغرور الزائد أو قلة الحيلة والصبر وضياع هيبة الكبار وعدم المشاورة معهم ( طبعا هذا شيء طبيعي كنتيجة لما سبق ) وهذا ما أفسد المجتمع وأصبح خارج عن السيطرة بسبب الفوضى العارمة من ضعف الكبار في أخلاقهم أحيانا أو قبولهم بسيئات هذا الزمن حتى يبدون بأنهم مع هذا الجيل ولكنهم أسأوا لجيلهم وحتى لهذا الزمن والبعض الآخر لجأ إلى الشماتة أحيانا بهذا الزمن وجيله متناسيا ما حصل من تطور أنقذ حياة الكثيرين من الأمراض وساعد كثير من الناس والدول في مشاريع حققت وتجاوزت ما كان يسمى المستحيل
والأخطاء التي تحدث هي وليدة عدم انسجام الأفكار وعدم التفاهم بين الجيلين و انعدام المسايرة بين الاثنين فهل أنت مع الجيل الجديد المتطور أم الجيل الماضي الأصيل ولماذا؟
وهل سيقى هناك انعدام للتفاهم بينهم أم ستحل هذه المعضلة ؟ أقصد في مجتمعنا في موحسن ....!!!!