أعرف تماماً أنّ هذا الموضوع أخذ من أبي عبد الله الكثير من التفكير والتمحيص والاستشارة ، وكما ترون قام باختيار مقدّمة الموضوع بعناية فائقة وأردفها باختيار موفق لقيادة دفّة الحوار
جلّكم يتذكر المسلسلات البدويّة الّتي كانت تعرض بالماضي على شاشتنا العربية السورية والتي تماهي وتحاكي وتوثّق - إن صحّ التعبير - الحياة الاجتماعية للبدو ، وأبرز وأجمل ما كان يعرض فيها الأعراس والتي تنتهي بها المسلسلات بالغالب
أولم الرجال على شرف العريس بحضور العقيد والعويندي ، وتصبّ القهوة وتدقّ المهابش وينثر البخور ، ويجتمع الرجال من بعد الوليمة ليزفّوا عريسهم برقصة خاصّة بالرجال
بينما العروس تلتف من حولها ( العزبات ) ليحضروا حنّائها ويهزجوا ويتغنّون بعرسها وكلّ ذلك في المحرم أو الشقّ ( مخدع النساء )
يزفّ العريس عروسه على فرس إن كانت من نفس العشيرة يسرج من بسراج مزيّن جميل ، وعلى هودج يوضع فوق الناقة إن كانت ستزفّ إلى غير عشيرة
..........
لننقل الصورة بصورتها الريفية وننسخ منها جمالها وحيويتها
ولنتذكر أنّ دعاء ( دامت الأفراح في دياركم ) من عند البدو
فأولى بأولى أن نؤطّر أفراحنا بأصولها
مشهد يمكن البناء عليه وإيجاد صيغ ملائمة لمتطلبات الحياة في أيّامنا هذه