بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم نهنئ الأمة العربية والإسلامية وأبناء وطننا الحبيب وأهلنا وأحبابنا في موحسن أعاده الله علينا باليمن و البركة وجعله شهر محبة وإعادة لم الشمل و التسامح بين الأحبة
يسكن في موحسن عشيرة البوخابور (البوحليحل – البوعمر-البومعيط) وبعض العائلات العريقة من عشائر أخرى أصبحت على مر الزمن جزء أساسي من نسيج هذه المنطقة بحكم التعايش السلمي والاحترام والتزاوج وحسن الجوار مع احتفاظها بأصولها العشائرية المعروفة.
من هذه المقدمة الموجزة نجد أن سكان هذه المنطقة تعايشوا بسلام وأخوة وتعاون وتكافل لا مثيل له واستطاعوا خلال فترة وجيزة أن يضعوا اسماً لامعاً ومعروفاً لهذه المنطقة يعد مثالاً يحتذى حيث برز اسم موحسن عملاقاً في مناطق مختلفة من العالم وكان هذا الاسم حاضراً مع كل تغير أو حدث في العالم سياسياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً حتى نهايات القرن العشرين.
في الآونة الأخيرة بدأنا نلمس تراجعاً خطيراً لهذه الصورة الناصعة لتحل محلها مشاهد مخجلة لا تليق بهذه المنطقة وتشوه تاريخها المشرف في البطولة والانتماء الوطني والقومي لسورية الحبيبة.
موحسن التي سجلت صفحات رائعة في النضال ضد الإقطاع والاحتلال بكل أشكاله وقدمت التضحيات وهزمت المحتلين ودمرت معداتهم الثقيلة وحافظت على هويتها العربية لا يليق بها ولا باسمها وتاريخها ما يحدث اليوم من أحداث ومشاجرات تافهة يقوم بها بعض الصبية الفاشلين والمنحرفين (وعددهم بعدد أصابع اليد) ولكن من المؤسف أن ينساق وراءهم طابور من الكبار والعقلاء والمثقفين حيث رضوا لأنفسهم أن يسيروا خلف أبنائهم وينغمسوا في مهاترات لاوصف لها إلا أنها صبيانية (زورني _ كسر علي بالمطور) إضافة إلى التحيات في الحفلات...).
إن ما يعجب منه العقلاء وأصحاب النظرة الثاقبة(الذين انكمشوا على أنفسهم هذه الأيام لأنهم أدركوا أن كلامهم لم يجد آذاناً صاغية) أنه إذا بحثنا في الخلفية والمسبب الرئيس لهذه المشاجرات والمشاحنات والخلافات لوجدنا سبب وحيد فقط هو الحفلات. فلماذا لا نبتر هذا السبب فالعائلات أصبحت كبيرة اليوم وإنه من الأجدر أن تفرح كل عائلة بأفرادها وتقضي مناسبتها بسرور وابتهاج بعيداً عن المشاكل والمنغصات.
إن اللوم والعتب والمسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً - نحن أبناء موحسن بكافة شرائحنا ومواقعنا - للقضاء على هذه الظاهرة المزرية وأن نترفع عن السلوكيات الخاطئة والجاهلية ونعود إلى طبيعتنا الفطرية التي كانت مثالاً يحتذى في الأخوة والتسامح والأخلاق العالية ونتنافس في التفوق العلمي والأخلاق الحميدة والثقافة ونقود أجيالنا للتطور والعلم لبناء وطننا الحبيب وتحقيق الرفاه والتطور لمنطقتنا لنعيد إليها مكانتها التاريخية المشرفة في النضال والعمل المخلص الدؤوب الذي فيه رفعة بلدنا والذي يذكره التاريخ لنا بأحرف من نور ، فالرئيس بشار الأسد أشاد بالبوخابور أثناء زيارته لمحافظة دير الزور فهذه الإشادة الكريمة كانت لمواقف أبناء هذه المنطقة المشرفة عبر التاريخ ولم تكن اشادة بمشاجرات اليوم والتفكك الاجتماعي الذي نتج عنها.
تنبهوا واستفيقوا أيها الأهل والأحباب فما يحدث اليوم لا يليق بنا ولا بتاريخ آبائنا وأجدادنا وعشيرتنا ومستقبلنا فبالأخلاق والثقافة والعقل والوعي نسمو ونكبر واللبيب من الإشارة يفهم .
عثمان الغدير أبو مقداد