قفي ساعة للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي
قفـي ساعـةً يفديـكِ قَـوْلـي وقائِـلُـه
قفي ساعـةً يفديـكِ قَوْلـي وقائِلُـهْ ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُـهْ
أَنَا عَالِـمٌ بالحُـزْنِ مُنْـذُ طُفُولَتـي رفيقي فمـا أُخْطِيـهِ حيـنَ أُقَابِلُـهْ
وإنَّ لَـهُ كَفَّـاً إذا مــا أَرَاحَـهـا عَلَى جَبَلٍ مـا قَـامَ بالكَـفِّ كَاهِلُـهْ
يُقَلِّبُنـي رأسـاً علـى عَقِـبٍ بهـا كما أَمْسَكَتْ سَـاقَ الوَلِيـدِ قَوَابِلُـهْ
وَيَحْمِلُني كالصَّقْـرِ يَحْمِـلُ صَيْـدَهُ وَيَعْلُو به فَـوْقَ السَّحـابِ يُطَاوِلُـهْ
فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِـهِ طـاحَ هَالِكـاً وإن ظَلَّ في مِخْلابِـهِ فَهْـوَ آكِلُـهْ
عَزَائي مِنَ الظُّـلاَّمِ إنْ مِـتُّ قَبْلَهُـم ْعُمُومُ المنايا مَا لهـا مَـنْ تُجَامِلُـهْ
إذا أَقْصَـدَ المـوتُ القَتِيـلَ فـإنَّـهُ كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِـنَ المـوْتِ قاتلُِـهْ
ترى الطفلَ مِنْ تحت الجدارِ مناديـاً أبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُـلُ وابِلُـهْ
وَوَالِـدُهُ رُعْـبَـاًَ يُشِـيـرُ بَكَـفِّـهِ وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَـاصِ أَنَامِلُـهْ
أَرَى اْبْنَ جَمَـالٍ لـم يُفِـدْهُ جَمَالُـه ُوَمْنْذُ مَتَى تَحْمِـي القَتِيـلَ شَمَائِلُـهْ
عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ فـي كـلِّ لَيْلَـةٍ نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُـو وَتَهْـوِي مَعَاوِلُـهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَة ً كَأَنَّـا لَعَمْـرِي أَهْـلُـهُ وَقَبَائِـلُـهْ
لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَـانَ فـي كُـلِّ لَيْلَـةٍ لِخَمْسِينَ عَامَـاً مَـا تَكِـلُّ مَغَازِلُـهْ
َوقَتْلَى عَلَـى شَـطِّ العِـرَاقِ كَأَنَّهُـم ْنُقُوشُ بِسَاطٍِ دَقَّـقَ الرَّسْـمَ غَازِلُـهْ
يُصَلَّـى عَلَيْـهِ ثُـمَّ يُوطَـأُ بَعْدَهـا وَيَحْـرِفُ عُنْـهُ عَيْنَـهُ مُتَنَـاوِلُـهْ
إِذَا مـا أَضَعْنَـا شَامَهـا وَعِراقَهـا فَتِلْكَ مِنَ البَيْـتِ الحَـرَامِ مَدَاخِلُـهْ
أَرَى الدَّهْرَ لا يَرْضَى بِنَـا حُلَفَـاءَه وَلَسْنَـا مُطِيقِيـهِ عَـدُوَّاً نُصَـاوِلُـهْ
فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيلٍ سَيُقْبِـلُ أَوْ مَضَـى يُبَادِلُـنَـا أَعْـمَـارَنـا وَنُـبَـادِلُـهْ