لا باركَ اللهُ في من ينصرُ الجاني
"حول يوم الفرقان والنصر في غزة/فلسطين"
مجيد البرغوثي
لا باركَ اللهُ في من يَنصرُ الجاني
يكفيكِ غزةُ .. شرَّ الإنسِ والجانِ
عِدِّي الجُناةَ وعدّي من يصاحبُهُم
خابَ الجناةُ مِن القاصي إلى الدَّاني
في الدّار باتوا وحولَ الدّار أكثرُهُم
ولو خضعتِ لما كان الحصارانِِ
إن الخضوعَ لغير الله مَعصيةٌ
ونبضُ غزةَ من نورٍ وإيمانِ
ما بينَ مَوتين تمشي والمَدَى نفقٌ
والليلُ مُنتشرٌ في كلّ مَيدانِ
الموتُ كالبرق في الآفاق مُختبيءٌ
والموتُ في السِّجنِ يَسعى مثلَ ثعبانِ
فما رأَتْ غيرَ نورِ اللهِ .. فانطلَقت
نحوَ المَدى فالرّدَى مَهما اعتدَى فانٍ
طارَ العِدى ثم صبُّوا فوقها حمَمَاً
يا من رأى أفقاً يَهوي .. كبُركانِ
ورعدُ غزةَ "فرقانٌ" يُزلزلهُم
فزلزلوا وتوَلّوْا يومَ "فرقان"
تقهقروا وهي في الميدانِ باقيةٌ
حتى يزولَ الأذى عن كلّ بلداني
في ساحةِ الشهداءِ الوردُ من دمِها
أضحَى صفوفاً بأشكالٍ وألوانِ
تحيا وتزرعُ ورداً ملءَ ساحتِها
وترفعُ الرأسَ بينَ الصفِّ والثاني!
ترمي الجُناةَ وتروي كل قصتنا
وتصنع النصر من صَبرٍ وصوّان
بنتُ العُروبة والإيمانِ .. غزّتنا
النصرُ عنوانها والنصرُ عنواني
"إن تنصروا الله ينصركم" مُطرزةٌ
في بيتِها وعلى ساحاتِ أوطاني
ففي فلسطين والأوراسِ أحرُفها
في كلّ أرضٍ أتاها نور قرآن
فوقَ النخيلِ على أرض العراق تُرَى
وفي الشآم .. وفي ساحاتِ لبنانِ
يا أمَّتي جاءَ نصرُ الله فانتصري
للحقّ فالحقُّ آتٍ دونَ نقصان!