مشاركة الأخت عبير اليوم تستحق التقدير .
الموضوع مهم جدا من حيث المضمون , لأن أهم وظيفة للإنسان في هذه الحياة هو أن يكون أسرة صالحة , ويربي أولاده ليكونوا أفرادا صالحين وناجحين ( وهي أمنية كل أب وأم ) .
ولكن كما يقال المقدمات تؤدي إلى النتائج !!!!
أهم نقطتين في نجاح تربية الأبناء هما :
1- أن يكون الأب والأم متفقان على أسلوب تربية الأطفال وكيفية التصرف معهم في الأمور الأساسية بحيث يكون تصرفهما وسلوكهما متطابقا ومنسجما بحيث لا يكون للأب رأي وللأم رأي مختلف .
2- أن تكون التربية بالقدوة الحسنة فلا يجوز أن تكون التربية وفق المقولة المشهورة عن الأب الذي يربي إبنه فيقول له " كن كما أريد ولا تكن مثلي " .
وأن يشعر الأطفال بالثقة بملاحظة حسن وعمق العلاقة بين الأب والأم , لأن العلاقة المتوترة والخصام .... يؤثر سلبا على الإستقرار النفسي للأطفال ويجعل شخصياتهم غير مستقرة ومتوترة .
3- أن يكون هناك شفافية تامة في تداول المعلومات بين الأبوين وأن لا يخفي أحدهما عن الآخر شيئا يتعلق بالأولاد .
ولكن قد يكون من المفيد تقاسم الأدوار بالإتفاق بينهم وفق خطة مدروسة , بين الشدة واللين ,حيث من المهم أن يجد الطفل ويحس دائما أن هناك من يستطيع اللجوء إليه ,وطلب المساندة منه , بل بدون طلب المساندة وتقديمها مبادرة من أحد الأبوين بالإتفاق بينهما , فقد يكون إتخاذ إجراء شديد بحق أحد الأبناء تستوجبه الحالة , ولكننا لا نستطيع التنبؤ بأثر ذلك الإجراء على نفسية الطفل , فبعضهم حساس وسريع العطب , وبعضهم شخصيته قابلة للتمرد ولردود الفعل السلبية , والبعض الآخر قد يصاب بالإحباط الشديد والإنكسار .
فلا بد من وجود إمكانية لخلق توازن في أثر ذلك الإجراء وتجنب الأثر السلبي , بحيث تكون الشدة من أحد الطرفين , ومعالجة الآثار السلبية من قبل الطرف الآخر مع ملاحظة عدم إشعار الطفل بأن تصرفه كان صحيحا أو أن الإجراء الذي أتخذ بحقة كان خاطئا .
أعيد التركيز على الدور العظيم للأم , وأعظم نجاح يمكن أن تحققه بأن تصل لدرجة أن تكون صديقة أبنائها وكاتمة أسرارهم .
وللأمانة فإنني أحيانا أستغرب من عمق الثقة والصداقة التي تجمع بين منى وأولادنا فمن أكبرهم الذي عمره 33 سنة إلى أصغرهم ( 26 ) سنة يتحدثون معها بإسهاب عن أدق تفاصيل حياتهم اليومية, وتدور بينها وبينهم نقاشات فكرية كالتي نراها على صفحات المنتدى حول شتى المواضيع بجو من الحرية التامة وبشكل يومي على صفحات النت .
وهذا على ما أظن الصورة الصحية التي نأمل أن تسود أسرنا .