تعثرتْ بحرير حُرقتِها حَمائِمْ!
لقاء في مطار محايد
سألتني..
وكنا من ضُحى النبعِ
مرة...
عائديْْنْ
“ماذا تكره..
ومن تُحِب؟!”
فأجبتُكِ
من خَلفِ أهدابِ الفُجاءة
ودمي
يُسرعُ ويُسرعْ
كظل سحابِة الزُرْزُورْ:
“اكرهُ الرحيلَ...
أحبُّ النبعَ والدربَ
واعبُدُ الضُحى!”
فَضَحِكْتِ..
فأزهرَ لوز
وشدَتْ في الأيكِ أسرابُ العنادِلْ!
سؤالٌ!:
عُمرُه الآن عقودٌ أربعةْ
يا للْجواب من السؤالْ
وجوابٌ:
عُمرُه عُمرُ رحيلك
يا لَلْسؤالِ من الجوابْ.
واليومَ:
يا للْمُحالْ!
ها نحن في مطارٍ مُحايِِدْ..
على شفا صُدفةٍ
نَلتَقي!
وّيحيْ...؟!
نلتقي...؟!
وها أنتِ
تُعيدين السؤالْ؟!
يا لَلْمُحالِ من المُحالِْ!
عَرَفْتُكِ!
ولم تعرفيني.
“أهذا أنتَ؟!”
ولم تُصَدِّقي.
وفجأة..
انفجرتِ تسألين:
“إن كنتَ أنتَ أنتَ
فماذا تكره
ومن تُحبْ؟!”
فأجبتكِ
ودمي
يغادرُ الشُرفةْ..
يُسْرعُ ويُسْرعُ
كظلِّ سحابةِ الزُرْزوُرْ:
“أكره الرحيلَ..
أُحبُّ النبعَ والدربَ
وأعبُدُ الضحى”
فبكيتِ..
فاطرقت ورُود.
وتعثرتْ بحرير حُرقتِها حَمائِمْ!
عبد الهادي
يصارع دولة عظمى
في حياته
ما قرأ ولا كتب.
في حياته
ما قطع شجرة،
ولا طعن بقرة.
في حياته، ما جاب سيرة “النيويورك تايمز”
بغيابها.
في حياته،
ما رفع صوته على احد
إلا بقوله:
“تفضل...”
“والله العظيم غير تتفضل”
ومع ذلك،
فهو يحيا قضية خاسرة.
حالته،
ميؤوس منها،
وحقه ذرة ملح،
سقطت في المحيط.
◆ ◆ ◆
أيها السادة!
إن موكلي، لا يعرف شيئا عن عدوه!
وأؤكد لكم،
انه لو رآهم بحارة الانتربرايز
لقدم لهم البيض المقلي،
ولبن الكيس!!
نوم وشاي
إن كان ثمّة مدبّرٌ لهذا الكون
بيده البسط والقبض
بأمره يبذر البذار
وبمشيئته يحصد الحصاد
فأنا أصلي له طالباً إليه:
أن يقْدُر أجلي
حين تنضب أيامي
فيما أنا جالسٌ
أحتسي من كوبي المفضل
خفيفٌ شايه
طفيفٌ حلاه
في ظلّ صيفٍ بعد ظُهري الحميم
وإذا لم يكن شايٌ وظهرٌ
فإبان نومتي العذبة بعيد الفجر.
الحلم
فيما مضى
كنت أرى في الحلم
أنك راحلة
فيخنقني الأسى..
ولأن ذلك كان حلمًا..
كنت أستيقظ
فأفرح..
ويملأ القمح الظهيرة!
وأنت كنت الأسى
وأنت كنت الفرح.
أما الآن.. فإنني أحلم
أنك قادمة!
فأفرح..
وأستيقظ لأدرك أن ذلك كان حلمًا..
فيخنقني الأسى...
ويملأ الشوق الغسق!
ساعة الوداع
نحن لم نبك
ساعة الوداع!
فلدينا لم يكن وقت
ولا دمع
ولم يكن وداع!
نحن لم ندرك
لحظة الوداع
أنه الوداع
فأنّى لنا البكاء!