فن اسمه التجريح

[اماني المانع]

فن اسمه التجريح

في لهفة الماضي كنتُ دائماً أعيش مع مسرحية دخانه ، لطالما علقت فيها أحلامي ، ولطالما أحببت أن أنشد على مسمعه رائعة نزار :

( أشعِلها واحدة من أخرى أشعلها جمر عيوني )

لم أكن أتخيل أبداً أنه فعلاً سيشعلها من جمر عيوني ، وسيطفئها بدموع قلبي ، بل لم أصدق أبداً أنني أصبحت أنا لفافة تبغه التي ابتاعها بنذالة ، اختطفها بغدر ، أشعلها قهراً ، أفناها أنانية ، أطفأها طغياناً ، رماها ظلماً ، ثم حطمها بنرجسية قلبه .
لم أصدق ذلك كله ، كما أنني لم أصدق عيني حين قرأت اسمه في المركز الأول وتكريمه سيكون بعد يومين .
لا بد أن أصفق تأنيبا لقاتلي ، ولا بد أن احضر تكريم ظالمي .
وجاء يوم التكريم ...المسرح الذي سيكُرم عليه لا يبعد عن بيتنا سوى مسافة قصيرة أحسست بها وكأنها حدود ، صحارى وقفار ، وعلى طول الطريق وأنا أفكر كيف تتأثر المرأة في داخلي من رجل قادها إلى عرش الحب الذي رسم لها جنانه أياماً ثم احرقها مع الجنان ، ليبقى له عرش الحب فارغاً ؟
كيف للأنا فيَّ أن تثأر من أناني اعتذر لذنبه قبحاً ، فبرر غدره بأنه في كل مرة يعلق فتاة بحبه يخونها ، يخدعها ثم ينسحب ، وأن هذا الموقف تكرر قبلي مراراً ولست الوحيدة .
وقبل أن أصل إلى المسرح ترددت خطواتي .
هل أعود لأحمل سلاحَ أخي وأثأر لقلبي ؟
هل أشتري الآن سكيناً وأطهّر الأرض من ذنوبه ؟
هل أقف أمام الناس قبل تكريمه وأصف هذا الذي لا يستحق الكريم ؟
قاطعت جنون انتقامي وواصلت سيري إلى المسرح ..
دخلت القاعة وإذ بها قد امتلأت بمن جاؤوا للمذنب مهنئين .
جلت بين مدرجات المسرح بحثاً عن مكان أصعق فيه ضمير نجم الليلة
لكن الغريب في الأمر أن المقاعد جميعها ممتلئة ما عدا مقعد في الصف الأول .
هرعت إليه مسرعة والحيرة ما زالت تتملكني في وسيلة انتقامي منه ، وعادت الغرابة إلى الموقف حين جلست فوجدت أن الصف الأول كله فتيات .
أوشك برنامج التكريم على الانتهاء وأعلن صاحب المركز الأول ، ذلك الاسم الذي لن أنساه أبداً .
ضجت القاعة ، صفق الجميع تصفيقاً حاداً إلا الصف الأول الذي لمعت فيه عيون مظلومة ...
تلألأت دموع ملتهبة .... وصمت أسى قلوب مكلومة .
في هذا الصف ، جلست لفافات التبغ الأخريات اللاتي أحرقهن المجرم المُكرّم ، هؤلاء هن فقط من يؤمن أنه يستحق بجدارة المركز الأول ... ولكن في فن اسمه التجريح .
نظرت إليهن بعزاء ٍ كنت ُ به أولى ... حملت حقيبتي وانسحبت من القاعة وأنا مؤمنة أن كل تنهيدة منهنّ ستحرقه ، كل نظرة ستعذبه ، كل كلمة ستطعنه .
سيكرمه الله بجهنم التي ستحرقه ولن يموت فيها أبداً .

[أيهم المحمد]

رائعة رائعة سيدتي الرائعة

والله وصادقاً لم أعلم بالضبط عمن تحدثّتي سيدتي
أعن الشاعر الذي ابتذل أجساد النساء وهم كثر
أم عن حبيب قد عذّب قلب الحبيبات بخيانته

لكنني أحسّست أنّني في الصف الثاني
نعم في الصّفّ الثاني من تلك القاعة ، أرى في أعين من ارتصفن في الصّفّ الأوّل مرارة ، وفي عين ذاك الرجل اللؤم

أماني عصام المانع
تحيّة عرفان واحترام لن تزيد في ألقك ألقاً ولكن تضفي لروحي اعتزازاً بأنّني مررت بخاطرة أماني المانع

[أيهم المحمد]

يا سيدتي إن كنت أريد أن أتعلم منك شيئاً
فأنا وقفت طويلاً عند استخدامك للصور البيانية ، وإلى جمال السرد الذي أبدعت به ،وإلى التضمين العالي الدقّة للمشاعر ، ووقفت عاجزاً عن رسم صورة لذاك الرجل ومن يكون
وهي نقطة تحسب لك

[حلا]

أماني


أحرفك ..

كــ قيثااارة ٍ بيضاااء ..

ألقى بهااا .. ( القدر ) .. على ذكريااات المااارّة ..

لــ تكسبهم .. لونااا آآخر .. وبريقااا رائعا !!


وفِتنة الحَرْوف وإلاحساس تٌوقظ دواخلنا - للإعجاب بها




شكراً لكلماتك هـُنا ,,

ولنبضك وشعورك

دمتي كما أنت متألقة

[أيهم المحمد]

دعوة عامّة لحضور أمسية
واجلسوا في كلّ الصفوف عدا الأوّل منها
وعندما تقرؤون ستفهمون لماذا

[ارام]

كلمــات اثلجت صدري

ولكــن اين المعتبــر ؟؟

لااقول الا حسبي الله ونعم الوكــيل ..فامثاله اليوم كثــــــير
وضحاياه اكثر..

أختي أمـــــــــــــــانــــــــــــــــــي..

لاادري كيف اعبــر لكـ عن شكــري وامتناني

فكلماتكـ الجمت لساني ..

[اماني المانع]

سيدي أبو زيد مرورك الراقي ينثر الخزامى في ربوع كلماتي ويزيدني فخرا واعتزازا لأن صدى كلماتي طرق بخجل باب سيد تنحني أمامه الكلمات

[اماني المانع]

أخي أبو زيد
ارسم ذاك الرجل كما تشاء على صفحة الظلم القاتمة
بحبر ينهمر من قلم موجوع
على سطور أنهكتها الأنانية وتسابقت للنيل منها جمرات الدموع
لك عبير تقديري

[ابوعبدالله]

قصة عادية جدا و تحدث يوميا
ولكن أديبتنا أماني المانع جعلت منها أسطورة ألهبتها بلاغة و أشبعتها صورا
أنا قرأت رائعة الأخت أماني أكثر من مرة و لم أنتبه لمجريات القصة و أحداثها بقدر ما أذهلتني كلماتها و صدق مشاعرها
جعلتنا الأخت أماني نتفاعل و نعيش حكايتها
و ألهمتنا القدرة على التخيل و التساؤل

[وائل]

تراصف الكلمات وتناغم المعاني وتعانق الحروف وسلوسة الألفاظ صنع سيلا من الإبداع تقف عنده الكلمات عاجزة !!!
مشينا معك من البيت إلى المسرح !
أوقدنا من جذوة عيوننا لفافات مع من أوقدوا ...
لم نطعن من هذا العابث !!!
صمت المسرح بمحيطه الملتهب و تجيش المشاعر أجج الحمية ولسان حال يقول:
لاتنجسوا أيديكم بهذه القاذورات سنشفي غليلكم
لكن نار قلوب المغررين لا تتطفؤها إلا دماء قلوب العابثين

من هنا نقول لكل أخت:
لا تكوني فريسة للمفترسين ... ولا يغرك طعم الصيادين
فالبيوت تؤتى من أبوابها

بوركتي أديبتنا وبوركت كلماتك