إذا كان موقف دول اميركا اللاتينية يخدم قضية فلسطين فعلينا الترحيب بذلك بغض النظر عن الدوافع والمبررات المهم النتائج هل تخدم مصالحنا القومية أم لا ؟
ببساطة لا تخدم مصالحنا القوميّة، هل قرار التقسيم والاعتراف الدولي بفلسطين عام 1948 خدم قضية فلسطين الشابّة في تلك الأيّام، والجواب لا بكلّ تأكيد ، لأنّه ببساطة أخذنا من مرحلة النضال إلى مرحلة الخضوع للأمر الواقع وما أشرت إليه من الواقعيّة ، وكذلك الاعتراف بأرض 1967 وضعنا تحت الأمر الواقع بعدما كنّا نمني النفس بأرض 1948 ، واليوم تعترف لنا دول بنتائج مفترضة لحل الوضع النهائي بين سلطة منتهية الصلاحيّة على أساس لا عودة للاجئين و أرض غير معروفة، وعلينا اليوم أن نندم على أرض 1967 ، وماذا بعد !!!
أذكر تماماً آخر حديث للراحل ياسر عرفات العربي الأكثر واقعية والأكثر برغماتية في تاريخ النضال الفلسطيني وعلى شاشة الجزيرة ومن بيته المحاصر في راما الله وهو يرجف يقول بالحرف :" دول ما بيردوش سلام مابيردوش سلااااااااااااااام "
إذاً لماذا نحن مضطرين للتسليم بكلّ شيء مقابل ولا شيء، ولا أدري ماذا نفعتنا الاعترافات منذ قديم الزمان غير في تكريس أمر الواقع المحتلة وقرارات اللاجئين ( 224-338-194-425 ....الخ ) إلا جزء من هذه اللعبة التي نقع فيها دائماً .
نظرية الكل أو لا شيء لم تعد تصلح لهذا الزمان .
تصلح على الأقل لأننا قوم لم يعد هناك ما نخسره إلا قليل من الكرامة ، وبعض من الخجل من شهداء القضية الفلسطينية الذين بالتأكيد لم يستشهدوا من أجل قرارات ولا اعترافات دول ، ولكن استشهدوا دفاعاً عن أرض يعرفون أنها فلسطين من النهر والبحر
علينا أن نتحلى بقدر أكبر من الواقعية وشيئا من البراغماتية ..
تجارب السابقين أكدت أن البراغماتية والواقعية تصلحان لكل شيء إلا مع عدو لا يعترف بوجودك من الأساس، فكيف لنا أن نكون برغماتيين مع من لايرانا .