هذا الموضوع يتكون من عدة أمور متداخلة يجب التفريق بينها وعدم الخلط بينها وهي :
1- التفضيل بين الذكر والأنثى على مستوى العالم وعلى المستوى المحلي ( وهذا ما وضحه الأخ المهاجر مشكورا )
2- صفات الرجل الشرقي بشكل عام , ومصدر هذه الصفات والأخلاق ( وهنا يجب التفريق بوضوح بين نموذج الرجل الشرقي وبين نموذج سي السيد )
3- نموذج سي السيد , وصفات ومصدر هذا النموذج .
4- النموذج الهجين وهو النموذج الذي يحمل صفات مختلطة من النماذج المذكورة أعلاه .
5- تحديد الشخصية المقياس أوالمرجعية التي نعتمد عليها في عملية التقييم وهذا شيء مهم جدا .
وسأتكلم بإختصار شديد عن كل ذلك حتى لا نضيع في التفاصيل :
1- بشكل عام العالم اليوم لا يزال مجتمع ذكوري من حيث الشعور وليس من حيث الواقع , أي أنه من حيث المنطلق النظري والشعوري فهناك تفضيل للذكر على الأنثى غربا وشرقا , شمالا وجنوبا ,
2- صفات الرجل الشرقي وتتلخص بالشعور بالهيمنة الإيجابية على كل أفراد العائلة ذكورا وإناثا زوجة وأولادا وبنات , وإن كان يتمثل بالسيطرة التامة وإملاء رؤياه على الجميع , إلا أنه في نفس الوقت يترتب عليه تحمل كامل المسئولية في رعاية وحماية والقيام بمتطلبات وإحتياجات العائلة , مع ملاحظة أن أصل مصدر السيطرة هو إقتصادي حيث في حياة البداوة والريف سابقا كان الرجل هو الذي يرعى الإبل والغنم , وهو الذي يدافع عن القبيلة , وهو الذي يغزو.....الخ
مع ملاحظة أنه في بيئة المصدر كانت تقترن سيطرة الرجل بتقدير المرأة زوجة أو أما أوأختا ضمن ما كان يعرف بإهتمامات المرأة في ذلك الوقت .
3- نموذج سي السيد : وهو نموذج هجين ومقيت أخذ من كل نموذج أسوأ الصفات فهو يتصف بالهيمنة التامة التي ورثها عن بقايا نموذج الرجل الشرقي , وأخذ من صفات الإنحلال الخلقي والإجتماعي الذي أصاب المجتمع الشرقي بعد البعد عن الأخلاق الإسلامية , وأخذ من الصفات السلبية الناجمة عن الإحتكاك بالمجتمعات الأخرى وأخذ أسوأ ما فيها وخاصة الإنحلال الأخلاقي للمجتمع الغربي .
هذا النموذج يمكن وصفه ببساطة بنموذج " إزدواج الشخصية " رجل شرقي بما فيها من صفات سلبية داخل الأسرة , وشخصية غربية فاسدة تسعى وراء الفتنة والشهوة والمتعة والخمور دون أن تأخذ من الشخصية الغربية أي من صفاتها الإجابية .
وهذه الشخصية موجودة بنسبة لا بأس فيها في مجتمعاتنا .
4- النموذج الهجين : وهو نموذج مع أنه خليط مما سبق إلا أنه تكون فيه صفات مسيطرة سواء بإتجاه شخصية المجتمع الذكوري او تكون صفات المجتمع الشرقي هي السائدة او تكون صفات سي السيد هي المسيطرة .
وأعتقد أن هذا النموذج يمثل الأغلبية في مجتمعنا .
5- الشخصية المرجعية أو القياسية : وأعني هنا ببساطة الشخصية الإسلامية والمرجع هنا هو تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي نقيس به كل الأمور .
وهنا أشير بإختصار لتقدير الإسلام للمرأة وحفظ حقوقها ومعاملتها على قدم المساواة مع الرجل بل إعطائها افضلية في كثير من الأمور لم تحظ به المرأة في أي دين أو حضارة أو مجتمع . مع ملاحظة أن سلوك المسلمين او من يدعون انهم مسلمين ليس المقياس فكثيرا ما يكون سلوك المسلمين به خليط من شخصية الرجل الشرقي بسلبياته مع إعطاء ذلك السلوك مسحة من القدسية الكاذبة بتغليفها بغلاف كاذب من الدين .
وأعود لما قاله الأخ المهاجر فالمسئولية في ثقافة تفضيل الذكور تشترك فيها المرأة والرجل وبسبب الإبتعاد عن الإسلام .
والنقطة الأخيرة هي : ما هي الصورة والشخصية السائدة الآن على المسرح في بلادنا ؟
أعتقد أن شخصية سي السيد المقيته تكاد تكون تراجعت كثيرا .
شخصية الرجل الشرقي : موجودة ولكن ليس بصورة واسعة .
الشخصية المختلطة : وهي السائدة حقا .
الشخصية الإسلامية : وهي نادرة جدا .
بقي أن نقول أن تغير بنية المجتمع ,وتعلم المرأة , وخروجها للعمل , وإستقلالها الإقتصادي , والإنفتاح على العالم ووسائل الإتصال والإعلام الحديثة , وصعوبة وإرتفاع تكاليف الحياة بحيث أصبحت المرأة تشارك في تحمل مسئوليات وتبعات العائلة كل هذا أعطى المرأة دورا متقدما وتضائلت بشكل طبيعي ومنطقي سيطرة الرجل بشكل عام بل إن الكفة بصراحة بدأت تميل لصالح المرأة ولكن أيضا بصورة ردود أفعال سلبية تعويضية عما لحق بالمرأة في الماضي من حيف وظلم وببساطة نحن بدأنا نعيش عصر سيطرة المرأة ولكن بشكل خاطئ كما كان في عصر سيطرة الرجل الخاطئة .
الحل هو : الدعوة والعودة إلى النموذج المقياس الذي شرعه لنا رب العباد الذي فيه صلاحنا في الدنيا والآخرة والإحتكام إلى الشرع في العلاقة بين الرجل والمرأة كما هو في جميع مناحي الحياة .