زمن بلا جيران .. ؟؟
كلما استفاق صبح على صوت ديكفي أحلى صباحات الريف .. ارتفعت أصوات الجيران فيما
بينهم يلقون تحيةالصباح على بعضهم :
( صباح الخير يا جار .. كيف أصبحت اليوم .. ؟؟ )
هذا ما يحدث هناك في القرية البعيدة التي تحكم الطيبة البشر .. و الحبالأشخاص .. في
القرية ذات الحدود المنفتحة على كل شيء .. المتوحدة معالطبيعة .. و الإنسان المتجذر في
أرضه .. المرتبط بجيرانه .. !!
لكن ماذا عن الجيران في المدينة .. بوحداتها السكنية المتلاصقة وأبراجها المتطاولة بسكانها
مختلفي الأعراق و الأجناس .. ؟؟
هل ثمة جار يلقي عليك السلام توددا .. يقف معك و تقف معه في المصاب والفرح .. ؟؟
هل ثمة يد حانية تمتد نحو بابك لتطرقه و لسان يسألك .. كيفحالك يا جار .. ؟؟
يكبر السؤال .. و يلح على سؤال آخر .. تكبر كرة الثلج .. فنحن كبشر اجتماعيون بطبعنا
نحب الآخر لكننا في الوقت ذاته نجدأنفسنا محاطين بأشكال و أجناس و أعراق كثيرة ..
و تسيطر علينا أجواءالعمل و هموم الحياة بتفاصيلها .. حينها نهرب بأنفسنا من خلال تبريرات
ربما لا تكون صحيحة و لا موجودة أصلا .. !!
و تبقى الأبوابالمتلاصقة كما غنت لها أسطورة الغناء فيروز :
" و بواب .. بواب ، في غربشي صحاب
شي مسكر و ناطرتا ير جعو الغياب
ولا ايش رايكم