الحلبة... سلة الغذاء والدواء... تساوي وزنها ذهباً
قيل في الحلبة «لو علم الناس بما فيها من فوائد لاشتروها بوزنها ذهبا».
وقال العالم الانجليزي كليبر: «لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفتها».
سيرتها الذاتية
الحلبة عشب حولي يتراوح ارتفاعها مابين 20-60سم، لها ساق أجوف ويتفرع منه سيقان صغيرة يحمل كل منها في نهايتها ثلاث أوراق مسننة طويلة، و من قاعدة ساق الأوراق تظهر الأزهار الصفراء الصغيرة التي تتحول إلى ثمار على شكل قرون معكوفة طول كل قرن حوالي 10 سم وتحتوي على بذور تشبه الى حد ما في شكلها الكلية، وهي ذات لون أصفر تميل إلى الخضار.
ويوجد نوعان منها البلدي العادية ذات اللون المصفر والحلبة الحمراء والمعروفة بحلبة الخيل وهما يختلفان اختلافاً كثيراً، والحلبة المعنية هنا فهي العادية الصفراء.
وجاء اسمها من «حلبا» وهو أصل هيروغليفي و لها أسماء أخرى مثل «أعنون غاريفا» و«فريقه» وفريكه، وتعرف علميا باسم:
Trigonella foenum-graecum من الفصيلة البقولية.
في قواميس الطب
لقد سجلت بردية إيبرز المصرية التي يرجع تاريخها إلى نحو سنة 1500 قبل الميلاد وصفة للحروق من الحلبة و كانت الحلبة تستخدم في مصر القديمة للحث على الولادة.
وفي القرن الخامس قبل الميلاد اعتبر الطبيب الاغريقي أبقراط الحلبة عشبة ملطفة قيمة وأوصى العالم دسقوريدس في القرن الميلادي الأول بالحلبة كدواء لكل أنواع المشكلات النسائية.
عرف العرب الحلبة منذ القدم وقد جاء (قاموس الغذاء والتداوي بالنبات) أن الأطباء العرب كانوا ينصحون بطبخها بالماء لتليين الحلق والصدر والبطن و لتسكين السعال وعسر النفس والربو كما تفيد للأمعاء والبواسير.
وفي الطب الحديث تبين من تحليل الحلبة أنها غنية بالمواد البروتينية والفوسفور والمواد النشوية وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت.
وقد وصفها الأقدمون مع العسل ضد الإمساك المزمن ولأمراض الصدر والحلق والسعال والربو والبلغم والبواسير والضعف الجنسي، كما تفيد في إزالة الكلف عن الوجه.
وأثبتت الدراسات الحديثة على الحلبة انخفاضاً مميزاً لكل من سكر الدم والكوليسترول، كما قامت دراسة على خلاصة بذورها من أجل تسهيل الولادة وقد كانت النتائج جيدة جداً وايجابية، كما تمت دراسة علمية على تأثيرها على السرطان الخاص بالكبد في حيوانات التجارب وكانت النتيجة هبوطاً كبيراً لسرطان الكبد.
ومن أهم الاستعمالات الحديثة والمثبتة علمياً والمسجلة في كل من دساتير الادوية العشبية الإنجليزية و الألمانية و الامريكية ما يلي: مخفضة لسكر الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية- تسهيل الولادة المتعسرة- علاج الالتهابات الموضعية والحروق والجروح- مضاد للتشنج- منبه ومنشط للرحم ومقو للجهاز الهضمي.
وقد حضرت شركة فرنسية شراباً سائغاً من الحلبة باسم «بيوتريكون» لعلاج النحافة وفتح الشهية .
كما تشير الدراسات الحديثة إلى أن زيتها يدر حليب المرضع ويفتح شهيتها للطعام.
وأوضح خبراء التغذية أن تناول المرضعات لملعقة كبيرة من الحلبة المسحوقة أو شربها مع الماء أو الحليب يساعد في زيادة إدرار حليب الثدي.
ومن فوائدهاأيضاً: لتلين الحلق والمعدة، لأمراض الصدر والسعال والربو والمغص، للضعف الجنسي، وفقر الدم وضعف البنية.
كما تعطى للفتيات في زمن البلوغ لتنشط الطمث، وتعالج الامساك بخلطها مع العسل، لطرد الديدان المعوية، ولعلاج البواسير.
والحلبة تستعمل على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كمغذية وكدواء في نفس الوقت ومن الاستخدامات الشعبية أن القمم الطرفية للنبات الأخضر وكذلك الأوراق تؤكل نظرا لقيمتها الغذائية العالية.
موطنها الأصلي
الموطن الأصلي للحلبة دول شرقي المتوسط و منها سورية و بلدان شمال أفريقيا وتحتوي بذور الحلبة على مركب الكومرين (Coumarin) (وهو مركب يستخدم في صناعةالعطور) وتستخدم كأحد توابل الشوربة والكاري في الهند، ويمكن أكل البذور نيئة أو مطبوخة، وفي مصر والسودان تعتبر بذور الحلبة غذاء جيداً للمرضع، ويعطى الأطفال الصغار هناك منقوع البذور، وفي جنوب المملكة العربية السعودية واليمن تطحن الحبوب وتبلل ثم تخفق ويضاف إليها الخل وتؤكل على شكل سلطة
وفي الهند تحمص البذور وتؤكل، وفي بعض المناطق الإفريقية تستخدم البذور في عمل القهوة كبديل لحبوب البن.
وفي الشمال الإفريقي تضاف البذور إلى عجيبة الخبز، وفي اليونان تؤكل البذور النيئة أو المغلية مع العسل، أما في سويسرا فتستخدم البذور كمادة منكهة للجبن، في الحبشة تطحن البذور المستنبتة وتخلط مع الماء لتعطى للأطفال كبديل عن الحليب، كما يخلط مطحون البذور مع العسل والماء ويضرب حتى يكون رغاوى ثم يعطى لكبار الأطفال كمشروب وفاتح شهية ويوصى به لناقصي الوزن.
أما زيت البذور فيضاف للحلويات وعرق السوس وشراب القبقب ونكهات الفانيلا وفي الهند تؤكل الأوراق الصغيرة والقرون كخض.
استخداماتها
يستعمل مغلي بذور الحلبة لعلاج عسر البول والطمث والاسهال ومسحوق بذورها ممزوجا بالعسل بمعدل ملعقة صغيرة من مسحوقها مع ملء ملعقة عسل ثلاث مرات يوميا لعلاج قرحتي المعدة والاثني عشر.
يستعمل مشروب مغلي بذور الحلبة لعلاج أوجاع الصدر وبالاخص الربو والسعال بمعدل ملء ملعقة من البذور حيث تغلى لمدة 10 دقائق مع ملء كوب ماء وتشرب مرة واحدة في اليوم.
وتستعمل كمشهية إذا أخذ منقوعها ملعقة أكل في ملء كوب ماء وتنقع لمدة ساعتين وتؤخذ قبل الأكل مباشرة مع العلم أن هذا النقيع يقوي المعدة ويسهل عملية الهضم.
نستكمل حديثنا حول الحلبة فبعد أن ذكرنا صفاتها وقيمتها والاستعمالات الداخلية لها ننتقل للحديث عن الاستعمالات الخارجية حيث تستعمل الحلبة لعلاج الحروق وعلاج تشقق الجلد وتحسين لون البشرة وعلاج الروماتيزم والبرد وآلام العضلات.
إضافة لعلاج الدمامل والاكزيما والقروح في الأقدام.
وهكذا تعتبر الحلبة تلك النبتة ذات الحبوب الصغيرة صيدلية متكاملة يمكن استخدامها خارج وداخل الجسم.
آخر 10 مشاركات
الإهداءات
الحلبة... سلة الغذاء والدواء
العرض العادي
