أخي الموقر أبو عمر
أولاً ابدأ بالشكر الجزيل لك بطرحك هذا الموضوع لما لهو من أهمية
اثرت وتؤثر الآن بشكل مباشر على جل المجتمعات العربية
أخي الفاضل أنا اتفق مع كل ما ذكرته وأزيد عليه بمناقشتي للحالات السلبية
التي أدخلت على مجتمعنا , لأن الإيجابيات التي تحويها هذه المسلسلات نحن لا ننكرها
لكنا ننكر تلك العادات التي بدأ البعض القليل يقتبس منها وسأناقشها معك بعدة نقاط
1- النجاح التي حققته تلك المسلسلات كان بفضل الدبلجة الجيدة باللهجة السورية
والشامية تحديداً فكان لها الأثر الظاهر بنسبة كبيرة لقبولها من المشاهد العربي
والدليل أن هناك مسلسلات تركية أخرى تمت دبلجتها بلهجات أخرى لم تلقى
قبول
2- حجم الأموال التي تمول هذه المسلسلات كبيرة جداً بل أستطيع القول أنها كانت تمثل
مشاريع استثمارية على مستوى العالم وتعتبر من ضمن الخيارات التسويقية الناجحة لما للمجتمع العربي من صفة أنه
مجتمع إستهلاكي من الطراز الأول ...
فخذ مثلاً : تتبارى شركات الأزياء بكافة اختصاصاتها من ملابس وإكسسوارات وماكياج ...الخ
بعرض لمنتجاتها عبر هذه المسلسلات برغم أننا اعتدنا من السابق على هكذا أمور
من المسلسلات العربية لكن لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة من التأثير وهذا كما أشرت
في كلامك أنها طويلة العرض وممكن تصل إلى مائتان حلقة وأكثر فهذا يعطي مجال أكبر
للتسويق من خلالها – أنا أتكلم هنا كوني قريب من الواقع التسويقي بتركيا من خلال عملي
معهم - والحقيقة إنهم وخلال العشرة سنوات الأخيرة اهتموا اهتمام كبير بتسويق منتجاتهم
وخصوصاً بعد أن تحولت كثير من المصانع والتوكيلات التجارية من ألمانيا وباقي دول أوربا للتصنيع
ضمن تركيا ولا يخفى عليك أن لديهم توجه عالي المستوى لإظهار الدور الاقتصادي التركي
بالمنطقة العربية وأنت تعرف ماذا تعني نظرية الاقتصاد والسياسة ....
3- حتى لا أخرج كثيراً عن الفكرة وأتشعب أكثر بالموضوع من أهم السلبيات التي أنتقدها بشدة
في هذه المسلسلات وخصوصاً أنها من مجتمع مسلم إظهار الحرية العلنية بالعلاقات بين الشاب
والفتاة فتجد أن العلاقة بينهم تطورت ووصلت لحد وجود طفل على وشك الولادة وكل هذا قبل الزواج
طبعاً نحن لا ننكر وجود هذه الحالات في المسلسل العربي لكن المسلسل العربي كان يعالجها
بطريقة رفضها من المجتمع والخوف من البيت وأن الذي حصل كان خطأ واضح يستوجب العقاب
أما هنا فتجد مشاعر الفرح والارتياح دون الشعور بالمسؤولية – وصدقني هم بالغوا في هذا وأظهروا
بالمسلسلات وجه واحد من المجتمع التركي أو بمعنى أصح ركزوا على جهة دون جهة فهم لم يتناولوا باقي
المجتمع المحافظ منهم وهو ليس بالبسيط
4- السلبية الأخرى هي إظهار دور العنصر التركي المنقذ والفذ في كثير من المواقف
واعني هنا ذلك الشعور الشيفوني المتعصب للقومية الطورانية
أتمنى أن أكون لخصت ما يجول بخاطري عن فكرة هذه المسلسلات وهذه وجهة
نظري وقابلة للخطأ وللصواب
كل الشكر لك أبو عمر على هذا الطرح