لست أدري ولستم تدرون أين صنع حذاء منتظر الزيدي، هل هو ماركة عالمية أم هو منتج محلي شأنه شأن العبوات محلية الصنع، ولكن الذي أدريه أنه حذاء من نوع خاص، أجبر قائد أعظم قوة في التأريخ أن ينحني له ووضع على علم امبراطوريته بصمة لن تمحى. فهل ثمة حذاء يجاري في مواصفاته حذاء الزيدي؟
ما استوقفني في المشهد التأريخي
اولا- الدقة المتناهية في التسديد من قبل الصحفي منتظر الزيدي وإن كان الرئيس بوش قد تمكن من تلافي الحذائين بالانحناء لهما فإنه فسح لهما الطريق واسعا ليضعا بصمة عراقية من نوع خاص على علم بلاده. وإن كان البعض يرى أن الحذاء هو الذي مال عن بوش مختارا
تنزه أن يصافحك الحذاء فمال به عن الدنس الإباء
ثانيا – أضحكني مشهد المالكي المبهوت وهو يحاول أن يرد بيده عن وجه سيده المهان حذائي منتظر الزيدي، ولكنه لم يحرك ساكنا لمنع الضرب والركل الذي تعرض له مواطن عراقي أمام ناظريه من قبل حماية بوش وحمايته ،ولعل عبقريته الأمنية قد أوحت اليه في تلك اللحظة العصيبة أن يصدر قرارا يحظر فيه على الصحفيين انتعال الاحذية أثناء حضورهم لمؤتمراته الصحفية، ولعلها كانت المشورة التي همس بها موفق الربيعي في اذنيه.
ثالثا- قول بوش بعد أن تسربل بثوب العار إن الأمر لايعدو محاولة من هذا الرجل للفت الانتباه وإنه لايمثل العراقيين.
ولقد صدق بوش بالاولى وكذب في الثانية
نعم صدق في الاولى لأن الزيدي لفت انتباه العالم الى حقيقة مفادها أن العراقيين يرفضون الاحتلال واعوانه ولقد احسن الزيدي اغتنام الفرصة في زمانها ومكانها، فبوش جاء بغداد في أيام ولايته الاخيرة ليحتفل مع حكومة الاحتلال الرابعة بتوقيع صك الانتداب للعراق" الاتفاقية الامنية" ولكن السحر انقلب على الساحر، فتناقلت الفضائيات من المنطقة الخضراء المحصنة من كل شيء الا من " قندرتي" منتظر الزيدي. نقلت مشهدا يختصر موقف العراقيين الشرفاء من الاحتلال واعوانه واتفاقياتهم.
ولقد كذب بوش في الثانية لأنه لم يعرف العراقيين من أمثال منتظر الزيدي وهم الاغلبية الساحقة من العراقيين، لقد عرف بوش الطالباني والبرزاني وعزيز الحكيم والمالكي والهاشمي وإياد علاوي ومحمود المشهداني وخلف العليان وأمثالهم الذين أخذ عنهم انطباعا ما عن العراقيين، ولعل " قندرتي" الزيدي ستدفعان بوش وخليفته اوباما ليتعرفا على العراقيين الحقيقيين بعيدا عن تزوير المزورين وخداع المخادعين.
رابعا- ذكرني بوش وهو ينحني "لقندرتين" عراقيتين ببان كي مون وهو ينحني صاغرا ليضع رأسه تحت الطاولة يوم أن هزت قذائف المقاومة ذات المكان، يومها أدرك بان ومن معه أن العراق ليس فريسة سهلة ولا لقمة سائغة وان البلد لازال فيه رجال يدافعون عن شرفه وعزة أهله، وبالتأكيد هذا ما خرج به بوش من درس القندرتين إن كان في رأسه مسحة عقل.
خامسا- أنا على يقين أن بوش المتعالي والمتكبر قد أكبر منتظر الزيدي وحذاءه أكثر من إكباره لنوري المالكي وشلة " العملية السياسية" التي باعته العراق بثمن بخس بل وبغير ثمن.
سادسا- أنا على يقين أن جميع الذين صافحهم بوش ومن خصهم بالتقبيل تقديرا منه لتميزهم في تقديم الخدمات والتسهيلات له ولجنوده قد تلمسوا في تلك اللحظة وجوههم وتذكروا عاصفة الاحذية التي ضربت إياد علاوي في النجف
سابعا- ما الذي ستفعله "الحكومة" وكيف ستتعامل مع منتظر الزيدي؟
هل ستحيله الى المحكمة الخاصة بتهمة الارهاب وتهديد أمن وسلامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بحذائه ليحكم بالاعدام؟ أم ستدفع به الى عصابات القتل في معتقلات الحكومة ليعثر عليه بعد أيام في إحدى مزابل بغداد مثقبا بالدريلات ومقطعا بالقامات؟
هل ستوفر له محاكمة عادلة تنقلها الفضائيات اسوة بغيره من "المجرمين الكبار"؟
هل ستطلق سراحة تماشيا مع أجواء" الديموقراطية وحرية التعبير" في "العراق الجديد"؟
لقد سطر منتظر بيده صفحة عز في تأريخ " العراق الجديد" ولن يضير منتظر بعد اليوم ما سيفعله به وكلاء بوش، فهم في مأزق كبير
آخر 10 مشاركات
الإهداءات
بوش ينحني لحذاء عراقي
العرض العادي
