عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-14-2011   #1

منى

منى غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 205
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 المكان : espana
 المشاركات : 2,447
 النقاط : منى is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 18

افتراضي كيف تصاغ الرسـائل



[frame="7 80"]كيف تصاغ الرسائل؟ وما هي الأساليب الناجحة أو المؤثرة في ذلك؟ هناك من يرى أن الإسهاب بالتفاصيل يثري الرسالة ويلقي مزيدا من الضوء على محتواها، وهناك من يعتبر البلاغة واختيار الجمل المنمقة هي التي تدخل للقلب من دون استئذان، وهناك من يؤمن ويقتنع بأن خير الكلام ما قل ودل. [/frame]
[frame="7 80"]


وسوف أطرح أمامكم نموذجين، هما على طرفي نقيض؛ الأول: عربي من الجزيرة العربية، والثاني: تركي عثماني، وكلاهما لا يخلو من شيء من (العبط) - إن جاز التعبير.


نبدأ بالأول: فيحكى أن هناك رجلا متزوجا، اضطرته ظروف عمله الى أن يسافر إلى بلد بعيد لعدة أشهر، في الوقت الذي كانت فيه زوجته حاملا في شهرها الأخير، فطلب من صديق له أن (يبرق) له حالما تلد زوجته ليخبره عن جنس المولود، وحذره في نفس الوقت، بأن يلمح تلميحا بذلك لا تصريحا.


وفعلا، بعد شهر وضعت الزوجة حملها، فبعث له صديقه بالبرقية التالية: نبشركم أن (الرجّال) جاب (جحشة).



وترجمتها: ألف مبروك، زوجتك ولدت لك بنتا (أموّرة)، فعبقرية ذلك الصديق تفتقت عن هذه الصيغة، لكي يموه على موظف البرقيات، فاستبدل باسم الزوجة (الرجّال)، وباسم البنت (الجحشة)، والغريب أن والد الجحشة، أقصد والد البنت، شكره بعد ذلك على ذكائه، وهكذا (الطيور على أشباهها تقع).


أما النموذج التركي العثماني، فكان على الدوام مغرما بزخرف الكلام، وكان الواحد منهم يكتب رسالة، كما لو أنه كان يزخرف قطعة من (السيراميك)، وتمتلئ الرسالة بالألفاظ الثقيلة، والمجاملات الحارة، وقد وقعت بين يدي رسالة وجهها والي صيدا سنة (1814) إلى والي طرابلس، أقتطع منها المقدمة، وجاء فيها:


«صورة قايمة من عبد الله باشا ميرميران وكتخدا والي صيدا وطرابلس، إلى السيد مصطفى آغا بربر، متسلم طرابلس واللاذقية، جناب افتخار الأماجد الكرام، أخينا المكرم أخاي علمقندر، حرسه الله تعالى، غب التحيات الفاخرة، وبلوغ التسليمات العاطرة وفريد الأشواق الوفية الموافرة إلى مشاهدتكم المأنوسة بكل خير وعافية ونعمة جزيلة وافية، دمتم بها المبدي لخوتكم، حضر لطرفنا افتخار العلماء الكرام مفتي أفندي محروسة طرابلس المكرم، وقرر لنا أن جناب أخينا الأمير بشير الشهابي المكرم مرسل طالب ضمايم على أرزاق شاهيرليه طرابلس، الذي بمقاطعة الزاوية، الذي صدر كان لجنابكم التعريف عنهم بالسابق، فاقتضى أن سعادة أفندينا ولي النعم حرر الأمير الموحى إليه عنه كمية المطلوب».


على أي حال، لو أنهم خيروني، أي الرسالتين أتمنى أن أتلقاها، لقلت لهم وأنا مغمض: طبعا أتمنى أن أتلقى الرسالة الثانية، خصوصا أنها تتوجه نحوي بالتحيات الفاخرة، والتسليمات العاطرة، والأشواق الوفية الوافية لمشاهدتي المأنوسة. بدلا من الرسالة الأولى؛ تبشرني - يا بختي - (بالجحشة).



























[/frame]
الشرق الأوسط مشعل السديري











 
التوقيع - منى

[frame="8 80"]
لن ينكسر قارب الحياة على

صخرة اليأس مادام هناك

مجداف اسمه الأمل
[/frame]


التعديل الأخير تم بواسطة وائل ; 03-14-2011 الساعة 11:06 AM
  رد مع اقتباس