عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-15-2021   #1

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي حصاد الثورة في ذكرى عشريتها الأولى

[FONحصاد الثورة السورية :
في ذكرى العشرية الأولى للثورة السورية العظيمة , ثورة القرن والعصر , ثورة الشعب الذي إنتفض ضد الظلم والطغيان منادياً حرية , حرية , هذا الشعب الذي صرخ بأعلى صوته في الشوارع , واحد واحد , الشعب السوري واحد , الشعب الواعي الراقي الذي أراد أن يكون حراكه في منتهى الرقي والحضارة عندما نادى لمدة ثمانية أشهر , سلميه , سلميه ,رغم القتل والتنكيل والإعتقالات إلى أن تدخلت الغربان السود لتصيب الثورة بأكبر آفتين أو مصيبتين وهما عسكرة الثورة , وأدلجة الثورة وبمعنى أدق أسلمة الثورة عبر إستغلال فطرة الناس , ونحن هنا لسنا ضد الإسلام أو حكم الإسلام ولكننا نتحدث عن المناسب وغير المناسب وعن الممكن والمستحيل في ظل الظروف وموازين القوى في العالم في هذا الوقت , لو رجعنا بالذاكرة إلى مجريات الثورة سنلاحظ أن أكبر المنجزات وأكبر مساحة تم تحريرها من الأرض السورية سنلاحظ أن ذلك تم بالقوى الذاتية للشعب السوري وأن بداية تعثر الثورة عندما بدأ ما يسمى دعم الأخوة الأشقاء ( وهم الأخوة الأعداء ) الذين تخلوا عن دعم الثورة وتآمرواعليها فيما بعد مع التأكيد أن المال والمنافع الشخصية مفسدة إلا لمن رحم ربي , ولن أتحدث عن تدخل القوى القوى الإقليمية والدولية فموضوعها وتقييم دورها واضح وليس موضع خلاف .
سأتحدث عن حصاد الثورة في عامها العاشر وبإختصار :
1- فشلت محاولات كل أعداء الثورة في تحقيق نصر للنظام وإعادة سيطرته على كامل الأرض السورية رغم كل الثقل الذي وضع وتقديم شتى أشكال الدعم المادي والسياسي والعسكري والدبلوماسي .
2- أصبح الوضع العام الأمني , والسياسي ,والمعيشي ,والإقتصادي مزري في مناطق النظام بشكل لم يسبق له مثيل بحيث فقد النظام التأييد والدعم المعنوي حتى من مؤيديه .
3- حاضنة النظام الطائفية أدركت أنه كان يستخدمها وضحى بها في سبيل البقاء على كرسي الحكم ولهذا بدأت تتململ .
4- أصبح النظام عبئاً ثقيلا على داعميه لم يعد بإمكانهم تحمل تكلفة دعمه ولم تفلح كل محاولاتهم في إعادة بث الحياة فيه من جديد .
5- لهذا فإن النظام السوري أصبح جثة هامدة في ثلاجة الموتى ينتظر صدور الأوامر بدفنه .
6- كل ما يقال عن إعادة تأهيل النظام درب من الخيال ولهذا بدأ العالم يتبرأ منه مكرهين وفي وقت متأخر عندما أحسوا بقرب سقوطه أملا منهم بإعطاء الإنطباع بأنهم ضده بعد أن دعموه طوال عشر سنوات واليوم يريدون أن يخدعوا الشعب السوري بمواقفهم الجديدة المخزية كما فعلت بريطانيا اليوم .
7- من جهة أخرى فشلت كل الجهود في القضاء على الثورة ولكن كل الذي تمكنوا منه هو تجميد الثورة وجعلها تقف عند حد معين وخلق توازن ووضع مجمد ثابت ( كما تلاحظون الجبهات منذ مدة ثابته ولا تتغير المواقع ) لحين حل المعضلة الكبرى في كيفية إيجاد بديل مناسب يقوم بنفس الدور الوظيفي للنظام ولكن يمكن أن يرضى به الشعب وتنتهي جذوة الثورة مع ضمان عدم إنفجارها من جديد وهذه المعادلة( كالغول والعنقاء والخل الوفي ) وهي المستحيلات الثلاث التي لا يمكن أن تجتمع لماذا ؟
8- لأن الثورة خلال مسيرتها ومن خلال عقلها الجمعي أفرزت ثوابت ومطالب آمن بها الشعب وكذلك ركب موجتها كل من أراد التسلق على الثورة وإستغلالها ولكن الجميع وقع في أسر وطوق تلك الثوابت , كل المجالس , المجلس الوطني , وهيئة التحالف , وهيئة الدستور وغيرها لم تتمكن أو تجرؤ على القفز فوق تلك الثوابت رغم إستعدادها لفعل ذلك ولكنها لم تجرؤ على ذلك ( حاولوا ذلك في جنيف , وحاولوا ذلك في سوتشي , وحاولوا ذلك في أستانا , ويحاولون ذلك اليوم في الدوحة ) , لأن ذلك يعني إنفجار الثورة من جديد فهي لا تزال نار تحت الرماد , وهذا ما لا يريده الجميع فقد بذلوا جهودا عالمية جبارة لتدجين الثورة .
9- أعتقد أن المعادلة الوحيدة الممكنة هي أن الشعب قد يرضى بنظام حكم تكون تركيبته وسياسته الداخلية مقبولة تنهي الظلم والقهر والإستبداد وحكم أجهزة الأمن مقابل أن تكون السياسة الخارجية الإقليمية والدولية وخصوصا فيما يخص إسرائيل كما تريدها حكومة العالم الخفية ,هذا ما أعتقد أنه ممكن الحدوث وفق منطق الأمر الواقع لأن المواطن العادي أولويته هو الوضع الداخلي والسياسيين ما شاء الله أبو الأمر الواقع وأمه ويبصمون بالعشرة , وأما النخبة الواعية المخلصة من الشعب فعليها أن تبني حركتها وخططها على المستوى المستقبل المتوسط والبعيد حيث لا أمل بإنجاز أي شيء في الوقت الراهن .
T="Arial"][/FONT]











 
التوقيع - المستشار

أنا من " آل منتدى البوخابور "

  رد مع اقتباس