عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-27-2011   #7

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 16

مزاجي:
افتراضي

الاخ العزيز الغيداق اولا" اشكرك كثيرا
سأل احدهم الشيخ عبد الرحمن السحيم عن تشبيه الانسان بقلم الرصاص فقال:
لا بأس بالتشبيه هذا ؛ لأنها سِيقَت مَسَاق ضرْب المثل ، ووقوع المشابَهة بين قلم الرصاص وبين حال الإنسان .

قال القرطبي في تفسيره :
قال بعض الحكماء : إن كل شيء في العالم الكبير له نظير العالم الصغير ، الذي هو بدن الإنسان ... فحواس الإنسان أشرف مِن الكواكب المضيئة ، والسمع والبصر منها بمنزلة الشمس والقمر في إدراك المدركات بها ، وأعضاؤه تصير عند البلى تُرابا من جنس الأرض ، وفيه مِن جِنس الماء العرق وسائر رطوبات البدن ، ومن جنس الهواء فيه الروح والنفس ، ومِن جِنس النار فيه المرة الصفراء . وعروقه بمنزلة الأنهار في الأرض ، وكبده بمنزلة العيون التي تَستمد منها الأنهار ، لأن العروق تستمد من الكبد . ومثانته بمنزلة البحر ، لانصباب ما في أوعية البدن إليها كما تنصب الأنهار إلى البحر . وعظامه بمنزلة الجبال التي هي أوتاد الأرض . وأعضاؤه كالأشجار ، فكما أن لكل شجر ورقا وثمرا فكذلك لكل عضو فعل أو أثر . والشعر على البدن بمنزلة النبات والحشيش على الأرض . ثم إن الإنسان يحكى بلسانه كل صوت حيوان ، ويُحَاكِي بأعضائه صنيع كل حيوان ، فهو العالم الصغير مع العالم الكبير مخلوق محدث لصانع واحد ، لا إله إلا هو .

قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) قال : منهم من يكون على أخلاق السباع العادية ، ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير ، ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس الطاووس في ريشه ، ومنهم من يكون بَلِيدًا كالحمار ، ومنهم من يُؤثِر على نفسه كالدِّيك ، ومنهم من يألَف ويُؤلَف كالحمام ، ومنهم الحقود كالجَمَل ، ومنهم الذي هو خير كله كالغَنم ، ومنهم أشباه الذئاب ، ومنهم أشباه الثعالب التي يروغ كروغانها .
قال ابن القيم : وقد شبّه الله تعالى أهل الجهل والغي بالحُمُرِ تارة ، وبالكلب تارة ، وبالأنعام تارة ، وتقوى هذه المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خَفِيّاً يراه المتفرسون ، ويظهر في الأعمال ظهورا يراه كل أحد ، ولا يزال يقوى حتى تُستشنع الصورة ، فتنقلب له الصورة بإذن الله ، وهو المسخ التام ، فيقلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان ، كما فعل باليهود وأشباههم ، ويفعل بقوم من هذه الأمة يَمسخهم قردة وخنازير .

والله تعالى أعلم .












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس