عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-21-2010   #7

مها

مها غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 690
 تاريخ التسجيل : May 2010
 المشاركات : 121
 النقاط : مها is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 15

افتراضي المرحلة الأولى...




المرحلة الأولى:

هذه المرحلة كانت في الفترة التي بدأ فيها بدر يخطو أولى خطواته في عالم الشعر. وتتسم هذه المرحلة بأنها تضمّ أغلب الشعر العمودي الذي كتبه إنَّ لم يكن كله ورغم البساطة والعفوية في شعر هذه المرحلة فإن الشاعر يحاول أن يثبت أنه ضليع في صياغة الشعر بحيث يجمع بين الفطرة والثقافة ليعبر عن تراث عريق ونزعة أصيلة في النفس العربية وجدت قديماً في شعر المتنبي والبحتري وأبي تمام وأنه يستطيع أن يكون شاعراً معاصراً رغم أنه ينداح في قصيدته دون أن يفقد جزالتها وعراقتها. وقد تجاذبت الشاعر السياب في هذه المرحلة تيارات سياسية متناقضة استطاعت أن تجذبه بشدة وتغل موهبته بشعاراتها الجامدة تحت مسميات عمياء منها الواقعية الاشتراكية التي أفرزتها الشيوعية وفرضتها على الساحة الأدبية. ولعلَّ من أهم قصائد المرحلة هي مطولته "فجر السلام" وقد بيَّن الدكتور إحسان عباس في كتابه "بدر شاكر السياب ـ دراسة في حياته وشعره "إنَّ من بين أحب قصائد السياب إلى نفسه هي قصيدة "فجر السلام". ولكن الشاعر أخذ ينظر إليها بشيء من التردد. وقد يلمس القارئ في صيغة حديثه عنها ـ وإن كان تقريرياً ـ جانباً من الندم الممتزج بالسخرية وذلك حين يقول: "إن تلك القصيدة كانت من الشعر الشيوعي النموذجي فقد شحنتها بأفكار حركة السلم... إلخ". وإنني ألمس في هذا التصريح أنَّ بدراً قد تنكر لأفكار هذه القصيدة لأنها كانت مشحونة بأفكار قد تمرد عليه فيما بعد, حتَّى أنه هاجمها وتنصل من كل التزاماته تجاهها. وهذا يدل على تقلبات الشاعر في تلك الفقرة المتقلبة. ومما أكدَّ تقلباته هو موقفه من المرأة فقد خلع عليها أقذع الصفات في قصيدته "ثورة على حواء" الذي يقول فيها:

خدموا جمالك وهْو ـ لو علموا ـ

دنسٌ بثوب الطهر ملتثم


ثمَّ عاد بقصيدته بين "بين الرضا والغضب" متعذراً عمَّا قاله في القصيدة السابقة بعد أربعة أيام فقط كما يظهر من تاريخي القصيدتين. حيث قال في القصيدة الثانية:

حواء عفوك إنَّ جرى القلم


بغويِّ شعر ملؤه تهم


هذا ما كان من موقفه من محبوبته المدنسة كما يسميها فما بالك من زوجته "إقبال" في أخريات حياته فقد نالت منه نفس الموقف في قصيدتيه: "القن والمجرة" و"إقبال والليل" حيث يقول في نهايته قصيدته "ألقن والمجرة":

ولكني أحنَ..

فهل أعود غداً إلى أهلي

نعم سأعود..

أرجع لا إليها بل إلى "غيلان"

وغيلان هذا ابنه

ويقول في قصيدته "إقبال والليل":


يا أم غيلان الحبيبة صوبي في الليل نظره

نحو الخليج تصوريني أقطع الظلماء وحدي

لولاك ما رمت الحياة ولا حننت إلى الديار


ومن هذه النماذج نرى العفوية والبساطة في شعره, وقد قال في قصيدة "غريب على الخليج" في مطلع ديوان "أنشودة المطر":

واحسرتاه.. فلن أعود إلى العراق

وهل يعودُ.. من كان تعوزه النقودُ

وكيف تدخر النقودُ

وأنت تأكل إذ تجوع؟.

وأنت تنفق ما يجودُ

به الكرام على الطعام!.




تمثال السياب في البصرة - 1974















 
التوقيع - مها

لا إله إلا الله عدد ما كان
لا إله إلا الله عدد ما يكون
لا إله إلا الله عدد الحبات و السكون

'اللهم إني أسالك إيمانا دائما وأسألك قلبا خاشعا وأسألك علما نافعا
وأسألك يقينا صادقا وأسألك دينا قيما وأسألك العافية من كل بلية'
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ

  رد مع اقتباس