[frame="2 90"]
6- أشار ابن خلدون إلى افتقار المجتمع المديني " المقصود فيه المدني " و عجزه عن أن تكون له أسنان سياسيّة تدافع بها عن نفسها فيقول في هذا : " و أهل الحاضرة عيال على غيرهم في المدافعة و الممانعة " و هو هنا يلخّص الحقيقة القائمة في المجتمعات العربية و هي احتياج المدن و الحواضر إلى أهل الريف و قوّة البادية للدفاع عنها - و هي تمثّل في عصرنا الحالي القوى الثائرة و خاصّة تلك التي وقفت وراء الانقلابات العسكرية و ما نشاهده اليوم - طبعاً نجم عن هذا ثمن باهظ تدفعه المدن من حريّاتها و مستواها المدني التحضّري و إلى غياب إراداتها السياسية و تعرّضها الدائم للثورة المسلّحة الطابع من قبل الأرياف و البوداي، و مع الأسف دفع المدن بفعل معاكس لإفقار الأرياف في كل النواحي المدنية فكرياً و مدنياً و ثقافياً و معرفياً و لم تستطع نزع ذهنية المواجهة المسلحة منها .
بالمقابل كلما انغمس أهل الريف و البدو المحاربون في في ترف " الحاضرة " فقدوا فضائلهم الحربيّة و تعرّضوا بدورهم لغزو من بدو و ريفيين محاربين جدد و هكذا .
و كذلك أهل الريف و هجرتهم السكانية خلقت بالتدريج واقعاً ديمغرافياً بما يسمى في عصرنا الحالي " أحزمة البؤس المحيطة بنا إن كنا أهل مدن و حواضر " .
كل هذا يؤدي إلى ظهور قوة سكانية معادية لأنماط عيش المدينة و نظام حكمها على اختلافه، مما يدفعا لثورة عسكرية أو دينية و لكنها بالتأكيد غير مدنية، و هذا بالضبط ما نشهده الآن ، لأني كمواطن عادي فردي عموماً ليس لي طموح بأن أكون سلطان على مستوى تفكيلري و إمكانياتي .
وهنا من أفكار ابن خلدون يمكننا نستقي التالي أنّنا بحاجة للمبادرة إلى تمدين الأرياف بدل ترييف المدينة وهذا هو سبب تصاعد العنف في أيامنا .
و أسأل هنا توضيحاً هل سأل أحدكم نفسه لما بني سور الصين العظيم ، و لماذا بنيت أبواب دمشق و سورها ، و لماذا بنيت أبواب حمص !
[/frame]
له تتمة....