عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-26-2011   #3

أيهم المحمد
التميز الذهبي

الصورة الرمزية أيهم المحمد

أيهم المحمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : دير الزور - موحسن
 المشاركات : 3,926
 النقاط : أيهم المحمد is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
Icon1 معاصرة ابن خلدن و اقترابه من واقعنا

[frame="2 80"]
إنّ أهمية ابن خلدون و معاصرة فكره تمثّلت في إيماءات فكريّة تتخطّى عصرها كالفكرة الاقتصادية و الفكرة القوميّة و التي تدور حولها الدوائر في هذه المرحلة خصوصاً حيث نعيش الثورات الشعوبيّة، و التي تمثّل واقعاً لا يمكن إنكاره في حياتنا العربيّة الراهنة، و للرجل في هذا المعنى رؤية تحليلية لتكوين المجتمعات العربيّة لابدّ كما أسلفت من الإلمام بها قبل الانتقال لغيره من المحدّثين في علم الاجتماع خاصّة إن لم نذكر سرّاً بأنّه أعظم عقل اجتماعي في أي زمان و مكان كما قال الفيلسوف و المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي الذي عدّه دون غيره آخر ومضة في تاريخ الحضارة العربيّة و الإسلاميّة بالمعنى الفكري الإبداعي في التجديد الحضاري الإنساني لأنّه سيد المفكرين في الواقع لا في اليوتوبيا و لا في التاريخ و لا في الميتافيزيق

سأعرض لكم الآن أفكاره النيّرة و التي فيه من العبر و الدروس مما يمكن عدّه كنوز فقدناها :

1- عندما تعرّض ابن خلدون لأحوال الحكّام و الأمراء ، نبّه إلى أن لا يخلطوا بين الحُكم و الإمارة و التجارة و كنز المال، و بالتالي تضخم المال و التجارة يجب أن يتناسب عكساً و المسؤولية، و اعتقد أنّ هذه الفكرة تنسحب بدورها لمنفعة الحاكم و المحكوم إنطلاقاً من قولنا عن الراعي و الرعية.

2- حذر ابن خلدون من أنواع الاستبداد و التسلّط لأنه يؤدي إلى تنفير أهل البلد و انقلابهم على السلطان و تعاونهم مع الأعداء و قد لخّص ابن خلدون رؤيته عن آثار الاستبداد و التسلّط بمقولته الرائعة : " الظلم مؤذّن بخراب العمران" داعياً السلاطين و الأمراء و الحكام إلى اكتساب قلوب رعيتهم بالمودة و العفو و الإحسان و ذلك تعزيزاً لدولتهم ذاتها.

3- نبّه ابن خلدون في كثير من كتاباته إلى أنّه الدعوة الدينيّة بلا عصبية قبلية و لا قومية لا يمكن تتم، و ذلك لاحتياجها إلى وازع طبيعي
ونحن الآن نشهد ما يحاوله بعض المشتغلين بالإسلام السياسي تحديداً بإثارة النعرات الطائفية و العشائرية لدى اتباعهم وذلك ليقينهم أن مواعظ المنابر الدينية في حد ذاتها لا تملك التأثير الكافي لاحتياجها إلى قوة اجتماعية مؤثرة ورائها، و لذلك لا نراهم ينادون بالإسلام النقيّ مبرأً من الطائفيّة و العشائرية و إنّما يتخندقون وراء هذه العصبيات لأنهم دونها لا نفوذ لهم.
من هذا المقام أريد أن أعرّج على أحوال الثوّار القائمين بتغيير المنكر من العامة و الفقهاء، حيث أنّ سلوك منتحلي العبادة و سالكي مسالك طرق الدين يذهبون للقيام على أهل الجور من الحكام و السلاطين داعين لتغيير المنكر و النهي عنه و الأمر بالمعروف رجاء ثواب الله ، فيكثر تابعيهم عن دراية و غير دراية و بعض منهم من الغوغاء و الدهماء فيعرضون أنفسهم للمهالك مأزورين غير مأجورين لأن الله سبحانه و تعالى لم يكتب ذلك عليهم و أحوال الملوك و الحكام و الدول راسخة قوية لا يزحزحها إلا المطالبة القوية التي ورائها عصبية قبلية أو عشائرية، وهذا كان حال الأنبياء في دعوتهم إلى الله، و هم أصلاً المؤيدون من الله سبحانه و تعالى بالكون كله لو شاء الله ، لكنه أجرى الأمور على مستقر العادة.
بالحقيقة لم أتعرض لهذه الفكرة بغية التثبيط و التحبيط، و لكن للإشارة و الدلالة أنّ نجاح أي عمل ثوري استقاءً من أفكار ابن خلدون يتوجّب الاعتراف أوّلاً بعصبيّة الحركة أو الثورة أيّها الأخوة الأعضاء و إيضاحها و عدم التلطي وراء تسميات و اصطلاحات كاذبة أو دخيلة كالديمقراطية و حقوق الإنسان و ماشابه.


[/frame]

له تتمة....











 
التوقيع - أيهم المحمد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[frame="7 80"]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [/frame]


التعديل الأخير تم بواسطة أيهم المحمد ; 02-21-2012 الساعة 08:58 AM
  رد مع اقتباس