[frame="2 90"]
مقدّمة الموضوع
هذا الرجل ممن غبنتهم أحوالنا و مطالعاتنا، و ممن تغنّينا بهم دون درايّة بحقيقة ما قدموه للإنسانية جمعاء، و قد أصابني بصدق ما أصابني من الحزن عندما رجعت بالمصادفة إلى مذكرات لي في عام 2005 حيث قرأت ما دوّنت له في حينه من عدّة مقاطع كنت قد استرقتها و اختلستها من مكتبة المركز الثقافي في دير الزور في قرآتي لبعض من مقدّمته الشهيرة.
بالرغم من أنّ هذا الاسم سمع به الكثيرون و تفاخروا بهم على عاداتهم و ناصبوه آخرون العداء في أحوال أخرى، إلا أنّ مضامين فكره بشأن طبيعة و خصوصية المجتمعات العربيّة و الإسلاميّة لم تصبح جزءاً من تكونينا الثقافي مع الأسف - و أقول مع الأسف - لأنّنا لو قرأنا له بالفعل لاستطعنا تحصين أنفسنا خشية الغرق في تعقيدات أشبه ما تشبه هذه المرحلة من تاريخ الإنسان العربي حيث الثورات العربية و النزاعات من أقصى بلاد العرب إلى أقصاها، و كلّ هذا أدى بنا إلى الاغتراب عن حقيقة مجتماعتنا العربية و نحن نسكن فيها، فهل هناك غربة و اغتراب أشدّ من أن تعيش غريباً في بلادك !
إنّ هذا الاغتراب الذي سأكشف عنه بالاستناد إلى غنائمي من أفكار ابن خلدون سيترك فينا ضياعاً فكريّاً إلى أمد طويل.
و الآن لا يسعنا إلا التذكير و الاحتساب إلى الله أنّ يقلّل من أثر هذا الاغتراب و أنّ يقصّر من أمده و طول بقائه بيننا، فابن خلدون لو حضر بيننا كرسالة حضارية و منهاج يدرّس للناشئة و بحثاً علميّاً لطلاب الجامعات و أخذت أفكاره حيّز المقارنة و التطبيق الفعلي لكانت أطواق النجاة حاضرة الآن و تجاوزنا مرحلتنا بسهولة تامّة هذا إن وقعنا في مصائب المرحلة أصلاً .
لنبدأ على بركة الله مع ابن خلدون في سلسلة عنونتها بالعنوان أعلاه و العنوان الداخلي الأهمّ
ابن خلدون طوق النجاة
.......
...
.
[/frame]