عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-21-2011   #9

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي

فهل الواقعيّة الّتي تقصدها فعلاً هي تلك النظرة العارفة للإمكانيات الحقيقية والمستفيدة من الممكن و المتاح و البناء على ما توفّر منها لنتمكن هنا بالتحديد من تقمّص الدور الملائم و الحديث عن واقعيّة و برغماتيّة إيجابيّة تحفظ القدر المتاح من المكتسبات من حقوق و قيم متأصّلة فينا والتي قد تشير لها أبيات أبي فراس و المتنبي ؟ ( عن مشاركة أيهم )
نعم هذا بالضبط ما عنيته وما قصدته .
نعم كلنا يبدأ نظرته للأمور على أنها إما أبيض أو أسود ولا شيء بينهما , ولكن البعض مع الوقت يكتشف أن ما بين الأبيض والأسود عدد كبيرمن الألوان , وهذا ما يحاكي الواقع المحسوس والعلمي , أنظروا إلى ألوان قوس قزح فهي تبلغ حوالي 7 ألوان أساسية ويمكن إنتاج ألوان كثيرة منها , لأن كلنا يعرف وقرأنا أن بعض الألوان تنتج من مزج لونين لتعطينا لونا ثالثا ,والألوان الناتجة عن مزج الألوان لا تقل أهمية ودورا في الحياة من اللونين الأبيض والأسود وإختيار لون خارجهما إذا كان مناسبا ويخدم الغرض ليس عيبا ولا عجزا ( كما كنا نظن حسب الثقافة التي تربينا عليها ) , وهكذا هي الحياة تفاعل وتلاقح , وأيضا كلنا يعرف المعادلات الكيميائية التي يتفاعل بها عنصران مختلفان بواسطة وسيط أو حاضن معين في ظروف معينة أو درجة حرارة معينة لتنتج عنصرا آخر يختلف عن كلا العنصرين المكونين له فالأكسجين يختلف عن الهيدروجين ولكن بإتحادهما بنسب معينة وتحت ظرف معين نحصل على الماء الزلال , هكذا أيضا في الحياة الإجتماعية , وأعترف بأن أبناء جيلنا لم ندرك هذه الحقائق أو كان إدراكنا لها بطيئا لأن مصادر ثقافتنا من نوع شعر أبي فراس الحمداني والمتنبي فأضعنا فرصا كثيرة , فنحن إما كنا عناصر خاملة , أو لم نكن ندرك أن هناك تفاعلات , أو لم نعرف الشروط والوسائط اللازمة للتفاعل .
وأما أنتم يا جيل الشباب فمحظوظون جدا لتعدد وتنوع مصادر الثقافة لديكم وتوفر وسائلها ولسهولة الوصول إليها وقد ضربت لكم مثالا أنني إحتجت لأكثر من 20 سنة لكي أتحول من النظرة الحدية إلى النظرة الواقعية .
الواقعية لا تعني الهلامية , ولا تعني عدم وجود رأي , ولا تعني عدم الوضوح , ولا تعني الضبابية , بل تعني التفاعل مع الواقع وتحليل جزئياته وعوامله لإنتاج موقف يمثل الموقف الأمثل بأخذ عوامل الزمان والمكان والبيئة الحاضنة ووسائل أو وسائط التفاعل التي تنتج الموقف الملائم في تلك اللحظة من الزمن .
وأما كيف ؟ فهناك عامل فكري , وثقافي , وهناك عامل الزمن فأنا أعترف أن تلك عملية تدريجية وبطيئة فردية وجماعية ولا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها
والسؤال هو : لماذا نضيق خياراتنا بين الأبيض والأسود إذا كانت الحياة تزخر بالعديد من الألوان ؟
إن مقولة أن الأبيض والأسود هما سيدا الألوان ما هي إلا نتاج الثقافة التي ورثناها عن أبي فراس والمتنبي التي تقول أنه لنا الصدر دون العالمين أو القبر والتي تقول بأن لا نرضى إلا بملامسة النجوم أو الإلتصاق بالتراب !!!!
أشكرك إبن الأخ أيهم لقد قرأتني بدقة .












 
التوقيع - المستشار

أنا من " آل منتدى البوخابور "


التعديل الأخير تم بواسطة المستشار ; 02-21-2011 الساعة 09:38 AM
  رد مع اقتباس