عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-05-2011   #3

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 15

مزاجي:
افتراضي

الاخ العزيز ابو عبدالله
موضوع الايثار موضوع في غاية الاهمية بحياة البشر .

•تعريف الإيثار.

•وروده فى القرآن الكريم.

•أنواع الإيثار :
أ‌-إيثار الحياة الدنيا على الآخرة.
ب‌-إيثار الحق على الباطل.
ج‌-إيثار الغير على النفس.

•نتائج الإيثار.


تعريف الإيثار

الإيثار : هو التفضيل.
وفى اللسان : آثره عليه 00 أى : فضله، كما فى قول إخوة يوسف عليه السلام له : "000 لقد آثرك الله علينا.
وفى التفضيل : يكون من الله تعالى، وأيضاً يكون من الناس.
كما يكون التفضيل كذلك : فى الأشياء، أى : تفضيل شئ على شئ، وفى المبادئ والأفكار، وفى الأشخاص، بمعنى : تفضيل النفس على الغير، أو العكس.
وهو صفة : تدل على نبل الطبع، وكرم الخلق وسماحة النفس، وقوة الإيمان.

***
وبحثنا يركز على هذا وذاك.



وروده فى القرآن الكريم

وقد ورد الإيثار بمعنى التفضيل فى القرآن الكريم فى مواضع خمسة :
1-فى سورة الأعلى المكية :
يقول تعالى : {قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى}.

2- فى سورة طه المكية :
يقول تعالى : {000 قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى}.

3-فى سورة يوسف المكية :
يقول تعالى : {قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}.

4-فى سورة النازعات المكية :
يقول تعالى : {فإذا جاءت الطامة الكبرى * يوم يتذكر الإنسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هى المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هى المأوى}.

5- فى سورة الحشر المدنية :
يقول تعالى : {والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
وفى ظلال هذه الآيات الكريمة يدور بحثنا عن الإيثار على النحو التالى :


الإيثار : هو الذى يعرفه الناس، ويدور بينهم، ويلتفتون إليه، ويكثر كذلك حديثهم عنه.
وإذا كان النوع الأول من أنواع الإيثار، يدور غالباً فى إطار الأمور المادية، كما يدور النوع الثانى – كذلك – حول الأمور المعنوية من مبادئ وأفكار وقيم : فإن هذا النوع يجمع بين المجالين، ويدور فى الإطارين معاً.
ولأهمية هذا النوع كذلك، وضرورة التنبه له، والتركيز عليه، والدعوة إليه : اهتم به الإسلام من بداية أمره، وألقى القرآن الكريم الأضواء الكاشفة عليه، وتعهده النبى – صلى الله عليه وسلم – توضيحاً وتنفيذاً وتطبيقاً فى المجتمع الإسلامى.
فهؤلاء هم المسلمون الأنصار بالمدينة : يفتحون بيوتهم، ويفسحون صدورهم ويقتسمون أموالهم، و00 و00 ويفعلون ما لم يسمع به التاريخ فى حقبة السابقة عليهم، من : صنوف الإيثار، وروائع ألوانه، مع إخوانهم الذين هاجروا إليهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وذلك عن : رضا، وطيب خاطر، وسماحة نفس، بل عن سعادة بما يفعلون، ورغبة صادقة فى أن يكونوا – عند الله – من المفلحين.
وقد سجل القرآن الكريم لهم هذا الموقف فى كلام خالد يتلى ويتعبد به إلى يوم الدين، إذ يقول تعالى : {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شخ نفسه فأولئك هم المفلحون}(30) أى : المرء من ضرورات الحياة، وكذلك يفضلونهم على أنفسهم فى المحبة والتكريم وباقى ما يشعر المرء بالرضا والراحة النفسية، ويزيح عنه متاعب الغربة وآلام الفراق، وغير ذلك(31).
كما يقدم القرآن الكريم هذا المثل الواضح الجلى : لايثار الغير على النفس برضى وعن طيب خاطر، لتغلغل الإيمان فى نفوس هؤلاء المؤثرين لغيرهم على أنفسهم، إذ يقول تعالى :
{إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا * يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا}(32).
وإذا كان ذلك فى الطعام 00!!
فهو فى المال على كثرة أنواعه بصفة عامة كذلك : حظى منهم بإيثارهم للغير على أنفسهم فيه، ومدحهم للقرآن الكريم على ذلك.
يقول سبحانه : {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب 00}(32) الآية.
فقد جعل الله تعالى الإيثار بالمال – على حبه – ذوى القربى واليتامى وغيرهم على النفس من أركان الدين وأصول الإيمان : إعلاء لشأنه، ورفعاً لقدره، وحثاً عليه.
وقد عرف الصالحون هذا الباب من الفضل : فسارعوا إليه، وجعلوه واقعاً ملموساً، وصورة حية مشرقة لتعاليم الإسلام والتزام المسلمين بها وإيثارهم لها.
ومن هذا المقام :
(أ‌)تصدق الصديق أبى بكر – رضى الله عنه – بجميع ماله، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – {ما أبقيت لأهلك}؟
فقال – رضى الله عنه – أبقيت لهم الله ورسوله(33).
(ب‌)ما ذكرته كتب التاريخ والسير، من أن حذيفة العدوى قال(34) :
انطلقت يوم (اليرموك) أطلب ابن عم لى – ومعى شئ من الماء – وأنا أقول : إن كان به رمق سقيته.
فإذا أنا به.
فقلت له : أسقيك 00؟
فأشار برأسه : أن نعم.
فإذا أنا برجل يقول : (آه 00 !! آه 00!!).
فأشار ابن عمى أن انطلق إليه 00 فإذا هو : هشام بن العاص.
فقلت : أسقيك 00؟
فأشار : أن نعم.
فسمع آخر يقول : (آه 00 !!، آه 00!!)
فأشار هشام : أن انطلق إليه.
فجئت هذا – الأخير – فإذا هو قد مات !
فرجعت إلى هشام : فإذا هو قد مات !
فرجعت إلى ابن عمى فإذا هو قد مات 00؟!
(جـ) ما ذكره القشيرى عن ابن عمر أنه قال(35) :
أهدى لرجل من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رأس شاة، فقال : إن أخى فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعثه إليهم.
فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر : حتى تداولها سبعة بيوت.
(د) ولم تكن صور الإيثار هذه فى الرعية وأفراد الشعوب فقط، بل كانت فى أروع صورها، وأحسن تطبيقاتها لدى الحكام وأفراد المسئولين.
فهذا عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – على سبيل المثال – الذى : ترك أكل اللحم والسمن، وأدمن أكل الزيت – عام المجاعة، حتى تغير لونه(36) إيثاراً منه لعامة المسلمين على نفسه وبيته.
ويروى أنه لما قدم الشام : وصنع له طعاماً لم ير مثله من قبل.
قال : هذا لنا، فما لفقراء المسلمين الذين لا يشبعون من خبز الشعير.
قيل له : لهم الجنة.
فاغرورقت عينا عمر بالدموع، وقال : لئن ذهبوا إلى الجنة، وكان حظنا من هذا الحطام، فقد خسرنا وفازوا(37) 00!!
* * *
وإذا كانت هذه الصور السابقة قد ألقت لنا بعض الضوء على نماذج من الإيثار بالمال والجهد وما يشابهه : فإن هناك لوناً من تفضيل الغير على النفس، أرفع شأناً وأعلا مقاماً من هذه الصور السابقة.
ألا وهو الإيثار بالنفس.
كما فى قول الشاعر :
تجود بالنفس إذ أنت الضنين بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وأفضل الإيثار بالنفس : إيثار رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
ففى الصحيح(38) : أن أبا طلحة ترس(39) على النبى – صلى الله عليه وسلم – يوم أحد.
وكان النبى – صلى الله عليه وسلم – يتطلع ليرى القوم، فيقول له أبو طلحة : لا تشرف(40) يا رسول الله فيصيبونك، نحرى دون نحرك (أى رقبتى فداء لك).
ولم يكن ذلك كلاماً فقط.
بل كان إيثاراً عملياً حقيقياً بالنفس عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – 00!!
إذ تفيد بعض روايات الحديث : أنه وقى بيده رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يدافع عنه؛ فشلت(41).
قال – وهو يضرب المثل فى أسمى صور الإيثار - : والله ما أحب أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – الآن فى مكانه الذى هو فيه، تصيبه شوكة تؤذيه، وأنى جالس فى أهلى.
فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً.
ثم قتلوه، يرحمه الله(42).
* * *
وإذا كان محمد – صلى الله عليه وسلم – قد انتقل إلى الرفيق الأعلى 00!!
وإذا كان فضيلة الإيثار : ليست مرتبطة بشخصه – صلى الله عليه وسلم – فقط أو بزمانه فقط 00!!
وإذا كانت دعوته باقية خالدة 00!!
وإذا كان الله تعالى يأمرنا قائلاً : "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"(43)00!!
فإن صورة الإيثار المثلى اليوم – فيما يرى البحث – هى لدينه ودعوته.
إذ ينبغى : أن تؤثر الدعوة وحمل أمانتها ورفع لوائها، ونشر هديها، على أنفسنا وأموالنا وأولادنا، وآمالنا وأحلامنا.
خاصة : وأنها ما انتشرت فى الآفاق، وعم نورها، إلا يوم أن آثرها أتباعها على ما عداها.
كما أنها لن تسود إلا إذا كان الإيثار لرفع رايتها رائدنا، بلا إلا إذا كان إيماننا بأن الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا، إيماناً كاملاً، وواقعاً بارزاً.












 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس