عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-29-2019   #4

أيهم المحمد
التميز الذهبي

الصورة الرمزية أيهم المحمد

أيهم المحمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ MALE/FE-MALE ~
 المكان : دير الزور - موحسن
 المشاركات : 3,926
 النقاط : أيهم المحمد is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 19

مزاجي:
افتراضي

بالأمس القريب و أنا أستمع لحديث عابر لأحد الزبائن مع آخر استوقفتني كلمات صادمة:" زعل إيش يا رجال ، هذيانهم صارم نسابة و أقرب من الاخوة صارو "
أعرفهم جيدا و أعرف أطفالهم ، فقد كنا قد رفاق في رحلة النزوح منذ عامين و أعرف الزوجين تماما ، فالزوجة هي تلك الصغيرة التي أوقفت مسيرنا الليلي ذو الستة عشر كيلو مترا عدة مرات لضعفها و هزالها و عدم قدرتها على المسير .
" لا حول و لا قوة إلا بالله مرت السنوات بدون أن نشعر بها " حدثت نفسي و أنا أودعهما بعد موشح من الأخذ و الرد في البيع و الشراء.
أحد أخوتي في العام الماضي أحدث جلبة في بيتنا و هو يبحث عن زوجة ، و أنا بحكم بعدي حمص و عن الذهاب إلى حمص حيث يستقرون ، كنت أتدخل بهذه الجلبة عن طريق الاتصال بهم كل على حدى ، و محور حديثنا و ما نبحث عنه هو فتاة تتزوج أخي تشبه التي عرفناهن و خبرناهن قبل سنين المأساة السورية .
مرت تلك السنوات الثمانية من دون أن نشعر بها ، أو بالأحرى من دون أن نميز بين المشاعر و من بين أي المشاعر يمكن أن نعنون تلك الفترة ، فلا هي سنين فرح و لا هي سنين حزن و لا هي سنين شمم و لا هي سنين لا شيء بعدما أحدثت ما أحدثت في عمق النسيج السوري و في تكوين شخصية السوري.
لربما الخوف من القادم ما دفع بالأمهات و الآباء من أن يتركوا بناتهم عرضة للتخبط الأسري بتزويجهن .
لربما وسائل الاتصال الاجتماعي التي سهلت اختراق خصوصيات كل بيت و أصبح احترام الأب و الأدب العام و التربية المنزلية ضربا من ضروب البلاهة .
لربما الفقر دافعا لبعضهم للتخلص من أعباء البنات بتزويجهن في سن مبكر.
لربما تلكم و غيرها ، و لكن و حكما و بلا جدال سيدفع الجميع الثمن ، فنحن أبدا لم نستطع لهذا اليوم أن نملك ثقافة مجتمعية نفهم من خلالها ؛ أننا بتصرفنا الفردي نحن نؤثر في بنية مجتمعية كاملة ، و هذا عمق الموضوع و ما اشار إليه أبو عبد الله مشكورا و ما أردت الوصول إليه في آخر المطاف قبل الغوص في القضية .
فتيات قاصرات أميات يتذكرن من الحياة حربا و كبتا و من ثم رحلة عذاب و نزوح و من ثم و فجأة اختلاط في مخيمات و من ثم انخراط في مجتمعات لا تشبه ما نشأن عليه من قبل .
يشعر الأهل بعدها بالصدمة ، فهم اليوم غير قادرين على كبح جماح أطفالهم ، فهم من قبل كانوا بشكل غير مباشر كأسرة يتعاونون مع المجتمع و المدرسة في بناء شخصيات أبناءهم و كانوا في حينها بالحد الأدنى ينحون بأبناءهم إلى العيب و الحرام ، أما اليوم فقد نشأت لدينا انحرافات بنيوية في تركيبة الأسرة التي كانت في غالبها بين أب و أم متناظرين يتبادلان أدوار القسوة و الحنان و الشد و اللين ، إلى آباء و أمهات ليس لهم طاقة، فهم عين على بيتهم و ماضيهم و عين على ما تخبأه لهم الأيام .
كان التعليم و المدرسة يمثلان حرزا صلبا و مانعا عتيا من الشذوذ المجتمعي بدفع بنتاهم للزواج المبكر جدا.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي و توفرها أنشأت بيئة مفتوحة على غير العادة لتوارد أفكار شاذة و سريعة للأطفال .
على كل حال الحديث طويل في هذا الصدد ، و نحن ما زلنا في عرض الظروف التي دفعت الأهل لتزويج بناتهم القاصرات ، و ما يتلو ذلك من تقسيمات يمكن عرضها تباعا .
نبدأ معكم الحوار ، شاكرا للجميع استباقا مشاركاتهم و تقبلهم للاختلاف إن حصل .












 
التوقيع - أيهم المحمد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[frame="7 80"]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [/frame]


التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 11-29-2019 الساعة 09:23 AM
  رد مع اقتباس