في القدس رائحةٌ
تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ:
"لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ،
وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
في القدس يرتاحُ التناقضُ،
والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ،
ريحُ براءةٍ في الجوِّ،
ريحُ طُفُولَةٍ،
فتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ
بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
( شكراً أخي أبو زيد شكراً أوتآر الحْزن )
لقد لامستم شغاف القلب و الوجد المكنون
( دمتم قوافل عطر )