عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-22-2010   #18

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي

قرأت بتمعن حوارات الأخوة والأخوات ,وتيقنت أن أعضاء هذا المنتدى مفكرين عمالقة , ومحللين متمكنين .
الأخ لهيب الشوق , قام بتفكيك الموضوع إلى الأجزاء والعناصر التي يتألف منها , وسلط الضوء على كل جزء وإعادته لأصله ونشأته ومدلوله الحقيقي , وصنفه وأصدر الحكم عليه , ووضعنا على أول طريق الحل .
واختنا العزيزة " همسة فرح " كلامها هذه المرة لم يكن همسة !! ولم يكن " همسة فرح " بل كان صرخة مدوية هزت ضمائرنا , وألهبت عقولنا " وأسمعت من به صمم " .
وكذلك تعليقات الأخوة أبو هشام وأبو عبدالله , وأيهم ومجد .............
أتدرون أين المشكلة ؟
المشكلة في الهزيمة الفكرية التي مني بها العالم العربي والإسلامي .
المشكلة هي الإنطباع الخاطئ " بأن الإنتصار المادي يعني أن المنتصر على الصواب الفكري , وأن القوي على حق , وأن الهزيمة المادية تعني الإفلاس الفكري "
لقد هزمت هذه الأمة ماديا عدة مرات على مدى التاريخ , ولكنها لم تهزم فكريا أبدا كهزيمتها اليوم !!!!!
لقد إجتاح المغول والتتار البلاد العربية والإسلامية , وقتلوا ودمروا , وأحرقوا المخزون الثقافي المكتوب حتى تلون لون نهر دجلة بالأزرق من كثرة ما ألقي فيه من الكتب , ووصلت الهزيمة المادية والعجز أن التتري والمغولي كان يقول للرجل لقد نسيت سيفي فإبق هنا حتى أحضر سيفي لكي أقتلك به , ولا يتحرك , ويذهب فيأتي بالسيف فيقتله به ؟ هل هناك هزيمة مادية أكثر من ذلك ؟ وهل هناك بطشا وتجبرا وجبروتا أكثر من ذلك .
" ولكن رغم ذلك لم تكن الأمة في ذلك الوقت مهزومة فكريا , فلم تكن تشك بعقيدتها ولا بتراثها ولم تكن تعتقد أنها ليست على صواب و لذلك فقد إنتصرت على القوة الغاشمة الجبارة , لأن الفكر أقوى من المادة , فقد دخل التتار في الإسلام ؟؟؟؟ !!!!
ومرة أخرى جاءت جحافل الصليبيين مجتمعين من كل دول الغرب كل جيوش أوربا وبقيادة جميع ملوكهم ودخلوا بيت المقدس , ونفذوا المذابح التي ذكرها التاريخ حتى جرت الدماء في شوارع القدس !!!
ولكن الأمة رغم هزيمتها المادية لم تهزم فكريا , فبقيت تؤمن أنها على حق , وأن مبادئها وعقيدتها وتراثها وحضارتها هي الحق بعينه , حتى جاء صلاح الدين وحرر بيت المقدس .
أنظروا معي إلى قيمة الثقة بالنفس وبالمبدأ وبالعقيدة وإنتصارها على القوة المادية .
ربعي بن عامر ذلك البدوي الفقير الرث الثياب و الذي لا يجد لا هو ولا قومه ما يسد رمقهم أو يكسو عوراتهم يرسله الخليفة رسولا إلى كسرى أنوشروان ملك الملوك ( الشاهنشاه ) في زمانه فيدخل إلى بلاط كسرى على فرسه ويمزق السجاد الممدود في طريقه إلى كسرى برمحه , وقد وضع له بوابة على شكل قوس منخفض ليضطر للإنحناء للمرور من تحته فيعتبر ذلك إنحناء لكسرى حسب طقوسهم فيجثو ربعي على ركبتيه ويمر من تحت القوس رافعا رأسه دون أن ينحني وكلنا يعرف الحوار الذي دار بينهما بين منطق القوة المادية الطاغية وبين قوة الفكر والعقيدة عند ربعي بن عامر , عرض من كسرى بإعطاء العرب الفقراء شيئا من المؤن من التمر واللباس والتخلي عن الحرب والعودة لصحرائهم في جزيرة العرب , ورد حامل الفكر والإيمان بما معناه " أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين و إما الإسلام وإما الجزية وإما الحرب .
وكانت الحرب وكانت ملحمة القادسية ...........
إن المشكلة التي تعانيها الأمة هي مشكلة فكرية .
وأن الإنحطاط الذي تعانيه الأمة هو إنحطاط فكري بالدرجة الأولى وليس إنحطاطا ماديا .
وإن الهزيمة التي نعاني منها هي هزيمة فكرية وليست مادية أو مدنية .
والنهضة التي يجب أن تنهض بها الأمة هي النهضة الفكرية التي تؤدي إلى النهضة المدنية .
لقد نجح أعداء الأمة بهز ثقة أبنائها بعقيدتهم وبفكرهم وبتاريخهم وبعروبتهم.
وأقنعوهم خطأ ومكرا بأن سبب تخلفهم المادي والحضاري هو تمسكهم بمورثهم الثقافي والديني .
وأن الطريق إلى النهضة والتقدم هو بنبذ هذا الفكر وهذا الموروث !!!!!!
المطلوب هو إعادة ثقة الأمة بنفسها وبعقيدتها وبعروبتها فالأمم لا تنهض إلا بالنهضة الفكرية .
والإعلام هو أكثر الوسائل إلتصاقا بجماهير الأمة وخاصة هذه الأيام حيث صار الإعلام المرئي ,وشبكة الإنترنت لا حدود لهما .
وبعض القنوات الإعلامية تقوم اليوم بدور إيجابي بتثقيف الأمة ولكن بحدود ويمكن السيطرة عليها من قبل أعداء الأمة وتحجيم أثرها بل إلى حد التفكير في قصفها في بعض الأحيان ؟
ولكنني أعتقد أن شبكة الإنترنت لا تزال المجال الرحب الذي يجب أن تدار من خلاله المعركة الثقافية , ويجب التركيز عليه لقيادة النهضة الفكرية للأمة .
وللحديث بقية .








التعديل الأخير تم بواسطة المستشار ; 04-22-2010 الساعة 10:48 AM