عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-09-2010   #7

محمود المشعان
المشرف العام

الصورة الرمزية محمود المشعان

محمود المشعان غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 610
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 1,940
 النقاط : محمود المشعان is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 16

مزاجي:
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الغالي أبو عبدالله ..كل الشكر لهذه الثقة وهذا الإطراء أرجوا من الله أن أكون في موضع المسؤولية..

أخي العزيز ..لا أعرف لماذا تأتي مواضيعي دائماً تدور حول هذه الشرائح من مجتمعنا..بدأت سابقا ًعن المطلقات والآن عن العوانس..
أخوتي وأخواتي ..قبل هذا الموضوع تكلمنا عن شريحة لا بأس بها من المجتمع..ألا وهي المطلقات ونظرة المجتمع لهم..و الآن وكأنه مكتوب علي أن أدور حول هذه الفئات من مجتمعنا فاليوم نكتب عن شريحة ثانية ولا تقل عن سابقتها..لما لها حقاً علينا ..المطلوب منا أن نبحث ونناقش هذه الفئة من مجتمعنا..ألا وهي شريحة (العانسين) أو العنوسة..
عندما نقصد العنوسة لا نقصد عنوسة الفتيات فقط وإنما الفتيات والرجال ..فهم شريحة لا بأس بها من المجتمع

فتأخر الفتيات والرجال عن السن المناسب للزواج لأسباب سنذكرها لاحقاً..وهذا الأمر أصبح هاجساً يقلق الأهل ويجعلهم دائماً قلقين على أولادهم ..فتصبح الشروط التي كانوا يشترطونها تقل.. ويوماً بعد يوم كلما فاتهم الزمن تزداد الأمور تعقيداً..
أخوتي وأخواتي..نحن في مجتمع البوخابور لسنا بعيدين عن هذه الشرائح..فيوجد الكثير من أخواتنا وأخوتنا من فاتهم قطار الزواج ..وصدقاً تتألم عندما ترى هؤلاء وهم بعيدين عن حياة المجتمع بحلوه.. ومره ووصلوا هذا العمر و هم يحلمون أن يشكلوا أسرة..
طبعاً أيها الأخوة سأقسم الموضوع الى ثلاث أقسام لما له من الأهمية وبذلك نناقشه من جميع أبعاده..
أولاً: أسباب العنوسة..
ثانياً: مدى تأثير هذه الشريحة على المرأة والمجتمع..
ثالثاً: ما هي الحلول لهذه المشكلة..
لذلك أيها الأخوة والأخوات المطلوب منا التأني بالمناقشة..سنبدأ بالبند الأول..
أيها الأفاضل..علينا أن نعود ونذكر ونتحدث عن أهم أسباب هذه المشكلة ونحاول أن نوجد الحلول عسى أن نكون قد قدمنا ولو جزءاً من هذه الحلول..
نبدأ الآن بمناقشة الأسباب..من هذه الأسباب
1-دراسة المرأة وطمـــوحها العلمــــــي: فالكثير من الفتيات وأسرهن يرفضن الزواج بحجة الانتهاء من الدراسة أو التعليم أولاً.. وعندما تمتد سنوات العمر بالفتاة وهي تدرس تجد نفسها في النهاية قد حصلت على الشهادة بيد أن قطار الزواج قد فاتها..وأحيانًا ترفض الفتاة الزواج حتى تحصل على الماجستير والدكتوراه.. وعندما تحصل عليهما تتغير شروطها في زوج المستقبل.. فيبدأ مسلسل الرفض حتى يفوتها قطار الزواج.. وبينما كانت الفتاة التي حصلت على قسط بسيط من التعليم في الماضي تحلم بأن تصبح زوجة وربة بيت.. وتدرك أن الزواج سنة الله في أرضه.. فإنها الآن أصبحت تعيش حالة صراع الأدوار.. بعد أن أصبحت لا تفكر في دورها التقليدي فقط كزوجة وأم.. بل أيضا في دورها كامرأة عاملة تخشى أن تتزوج من رجل يستولي على راتبها.. بينما هي من وجهة نظرها تستطيع الاستغناء عن الزوج لأنها لا تحتاجه اقتصاديا.
كما أدى التفاوت الكبير في المستوى التعليمي بين كثير من الشباب و الفتيات.. إلى إحجام الشباب عن الفتاة المتعلمة خوفاً من تعاليها عليه.. وأحيانًا ترفض هي الاقتران بمن هو أقل منها خوفاً من اضطهاده لها والتعامل معها بعنف ليقتل فيها إحساسها بالتميز و التفوق. طبعاً هذا الأمر موجود بنسبة قليلة في البوخابور..
.
2. العادات الاجتماعية والمغالاة في المهور: تلعب العادات الاجتماعية والقبلية دوراً بارزًا بين أسباب تفشي ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا العربية.. ألا تتزوج الغنية إلا من غني..ومن بين تلك العادات أيضا مغالاة بعض أولياء الأمور في المهور و التكاليف المصاحبة للزواج.. ما أدى إلى إحجام كثير من الشباب عن التقدم باتجاه تلك الخطوة لضعف الإمكانيات.
ومن بين هذه العادات أيضا إصرار الأب أو الأم على ألا تتزوج الفتاة الصغيرة قبل الكبيرة.. أو أن ابنتهما مازلت صغيره على الزواج.
كما أن بعض الشباب المقبل على الزواج قد يجنح إلى المظهرية والمبالغة في نفقات الزواج وإقامة حفلات الزفاف ما يؤدي إلى تأخره في التقدم إلى الخطبة أو الزواج.
4. الزواج من الأجنبيات: ويأتي ظاهرة الزواج من أجنبيات ليشكل بعدًا آخر من أبعاد مشكلة العنوسة ..وهذا الأمر موجود بيننا نحن البوخابور.. يوجد عدد لا بأس به من المتزوجون من أجنبيات..
ـ ويجسد تأثر العديد من الفتيات بالقيم الغربية الوافدة..مثل عدم التزامهن بالاحتشام في ملابسهن ومجاراة الغرب في سلوكهن والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والعمل والأسواق..وانتشار ظاهرة ما يسمى بالصداقة بين الجنسين.. والسفور المنتشر بين الإناث.. سببا آخر من أسباب تفشي ظاهرة العنوسة.. لأنه غالبا ما ينفر الكثير من الشباب من الاقتران بها.. ذلك أن المجتمع يحترم الفتاة المحترمة.. والشاب عندما يفكر في الزواج لن يفكر إلا فيمن سوف تحمل اسمه فيما بعد وفيمن تستحق من وجهة نظره هذا الاسم..
ـ اهتزاز صفات الرجولة والأنوثة : فقد تميعت صفات الرجولة لدى الذكور مما جعل كثيرا من الفتيات ينظرن حولهن فلا يجدن رجلا بمعنى الكلمة يوفر لهن الحب والرعاية والاحتواء فيفضلن العيش وحدهن بعيدا عن التورط مع زوج يعيش عالة عليها أو يطمع في مالها أو يقهرها .. كما اكتسبت الكثير من الفتيات بعض صفات الخشونة و"الاسترجال" مما جعل الشباب من الذكور ينظرون إليهن بتوجس وحذر ويخشى أن تستقوي عليه أو تنازعه القيادة في الحياة الأسرية.. فلم تعد الأنوثة مرادفة للرقة والحنان في كل الفتيات خاصة من تجاوزن سن الزواج.

هذا الموضوع يخص المجتمع ككل..
لنبدأ أيها الأخوة والأخوات..وسنتابع البقية من خلال نقاشنا..












 
التوقيع - محمود المشعان

أمنيتي أن أمزج ألوان العالم وأصبغ بها رؤيتي