ينت الجرف يا أخوتي الأعزاء هي النقيض تماماً لما كان يخوّف به سابقاً " السعلوية" ، فهي أشبه بأسطورة ترمز لحياة ومبعث أمل لأهلنا حين كان ذاك الجبّار نهر الفرات العظيم مصدر الخير والبلاء حين يغضب عند فيضانه ، وابنة الجرف هي ذاك الصوت المرتد عند نداء أحدهم على ضفتّي الفرات ولكن دون أن يكون لمكان الارتداد مصدر واضح المعالم .
ألم تحادث في يوم النهر ، أو تجلس وتفرد ما في جعبتك من هموم أمام ذلك الجبّار ، هل أخذت منك الهموم إلى درجة أردت أن تملأ الكون صراخاً ، فإن لم يسمع صراخك أحد ازددت بؤساً ، وإن حضرك أن ابنة الجرف يمكن أن تسمع نداءك وتردّه لك على الأقل ، فاعلم أنك قد أسمعت و لو أنــّك لم تنادي حيّاً .