منتديات قبيلة البو خابور

منتديات قبيلة البو خابور (http://mouhassan.com/forum/index.php)
-   طيور البوخابور المهاجرة (http://mouhassan.com/forum/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أيها المغتربون ... استمتعوا حيث أنتم (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?t=4064)

مجد 03-18-2010 08:43 PM

أيها المغتربون ... استمتعوا حيث أنتم
 
موضوع أعجبني وأحببت نقله إليكم


أيها المغتربون ... استمتعوا حيث أنتم


د. فيصل القاسم


مهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من العودة إلى مرابع الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.



لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة. فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة! وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن يستمتع بحياة الاغتراب! وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كي يوفر الدريهمات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاًً في ربوع الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان!




وكم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل الذي كانوا يرنون إليه! لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً، وهو الاحتمال الأرجح!



لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية. وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذل ك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن. لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة!



ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم. فكم أضحكني أحد الأثرياء قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك!! وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم!!



كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية. ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار.



إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي، بل هو قريب منه. وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن، فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم.



كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال: ” لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل”.



لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها. إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر، لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز الوحيد الذي بوسعك تناوله.



أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد: “سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”.


إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة، ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل- بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم. لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة؟ إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد. وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.



إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه. ويقول دانتي في هذا السياق:” فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن. إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا”.


لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم. تقول القصيدة: “تحية للفجر، انظر لهذا اليوم! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير. كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الج مال. إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن، فهكذا تؤدي تحية الفجر”.




لمَ لا يسأل المغتربون عن أوطانهم السؤال التالي ويجيبون عليه، لعلهم يغيرون نظرتهم إلى الحياة في الغربة: هل أقوم بتأجيل الحياة في بلاد الاغتراب من أجل الاستمتاع بمستقبل هـُلامي في بلادي، أو من أجل التشوق إلى حديقة زهور سحرية في الأفق البعيد؟




كم أجد نفسي مجبراً على أن أردد مع عمر الخيام في رائعته (رباعيات): لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان، واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان.

عبدالكريم 03-18-2010 08:49 PM

أيها المغتربون ... استمتعوا حيث أنتم
مشكور مجد
تقبل تحياتي ومروري

المستشار 03-18-2010 09:27 PM

واحد منا يصف حالنا
 
القاسم مغترب مثلنا .
حاله كحالنا .
يحس بما نحس به , ويعيش واقع المغتربين .
ويصف بدقة متناهية الواقع الذي يعيشه كثير منا .
ويقدم نصيحة صادقة وواقعية نحن بأمس الحاجة للعمل بها .
ولكن في نفس الوقت و الحال وتصرفات المغتربين التي وصفها القاسم , هي نابعة عن غريزة إنسانية لا يمكن التخلص منها بسهولة .
إن الشعور بعدم الإستقرار والحنين للوطن , والأمل بتحقيق الأحلام في ربوعه هي التي تدعو المغتربين للتصرف بالشكل الذي وصفه القاسم .
مع أن كلامه صحيح , ولكننا نحس بشعور الخيانة إن كانت دائرة أحلامنا خارج حدود الوطن !!!! .
على كل حال هذه المقالة تستوجب التفكير العميق .
شكرا لك أخي عبدالكريم على هذا النقل لهذا الموضوع الهام .

عبدالكريم 03-18-2010 09:34 PM

عفواً عمي المستشار الموضوع
لمجد الثقافة وليس لي \

بشار الدرويش 03-19-2010 12:20 AM

كان شجاعاً جداً عندما أتخذ والدي قرار بأعادة الأسرة إلى سوريا والأستقرار في موحسن بعد غربة 15 عاماً متواصلة دون أجازات ..

وهو الأن فعلاً قد أحس بقيمة الوطن ويعيش بسعادة لاتوصف وجداً متندم على كل دقيقة أمضاها في الغربة,,

وكذلك أنا أن شاء المولى عزوجل سوف أعدل نظام عملي لأستقر في موحسن ..


دعوة إلى كل مغترب بأن يعود وأن لايطيل سنين غربته لأن السنة الواحدة في المغترب تضيف خمس سنوات إلى عمر الأنسان...

لهيب_الشوق 03-19-2010 12:34 AM

للغربة وجوه عدة

لكل وجه من تلك الوجوه اثر

منها ما قد أثّر في نفوسنا

ومنها ما قد أثّر ويؤثر في ملامحنا

اتمنى لو كانت حياتنا بلا اغتراب

ولكم تمنيت ان ينتهي في حياتنا كل شكلٍ

من اشكال الغياب والخراب

مجد بارك الله فيك

دمتم بحفظ الله

الحر 03-19-2010 12:38 AM

لن ابرر خطاء الاغتراب ... ولن اقول نعم او ربما او ....؟

كل يوم يمر على مخيلتنا شريط من ذكريات الوطن إن ادق التفاصيل في هذا الشريط تكون مؤلمه اكثر شيئ

ونحن الان في شبابنا 24 عام ولكن ايضا علمتنا الحياه لا شيئ ياتي من اللاشيئ ..

اي ان اذا اردت ان تحصل على شيئ يجب ان تتنازل عن مقابل له ..فمثلا الدراسة مقابل سهر وعمر

العلم مقابل جد واجتهاد ..الطعام مقابل مضغ اللقمة وهكذا ..لا اريد ان اسرد الكثير فان هذا الموضوع

له الكثير من الكلام ..ولكن ..من الضروري على الانسان ان يجرب السفر ..الغربه ...ان يجرب كثير من الامور

فالحياه مدرسة ..والاهم من ذالك العيش الكريم ..يقول الامام علي بن ابي طالب

لو كان الفقر رجلاً لقتلته بسيفي ...

يقول لقمان الحكيم ..

حملت الجندل و الحديد و كل شيء ثقيل ، فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جار السوء ، وذقت المرار فلم أذق شيئاً هو أمر من الفقر

ولقمان لم يقل شيئ من نفسة انما هو من الله تعالى ..نحن نعلم ان الارزاق من الله ..ولكن ايظا التواكل من الكبائر

اخير (إش جابرك على المر غير الامر مناااا)

مجد 03-19-2010 12:45 AM

استمتعوا حيث أنتم
عيشوا يومكم
أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك،
فقد عشت يومي
فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى.
إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة.
إننا في سباق مع الزمن.
إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً.
إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا”.
.

.
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان،
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان.

المستشار 03-19-2010 10:37 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستشار http://www.mouhassan.com/forum/image...s/viewpost.gif
القاسم مغترب مثلنا .
حاله كحالنا .
يحس بما نحس به , ويعيش واقع المغتربين .
ويصف بدقة متناهية الواقع الذي يعيشه كثير منا .
ويقدم نصيحة صادقة وواقعية نحن بأمس الحاجة للعمل بها .
ولكن في نفس الوقت و الحال وتصرفات المغتربين التي وصفها القاسم , هي نابعة عن غريزة إنسانية لا يمكن التخلص منها بسهولة .
إن الشعور بعدم الإستقرار والحنين للوطن , والأمل بتحقيق الأحلام في ربوعه هي التي تدعو المغتربين للتصرف بالشكل الذي وصفه القاسم .
مع أن كلامه صحيح , ولكننا نحس بشعور الخيانة إن كانت دائرة أحلامنا خارج حدود الوطن !!!! .
على كل حال هذه المقالة تستوجب التفكير العميق .
شكرا لك أخي مجد على هذا النقل لهذا الموضوع الهام .

مجد 03-19-2010 02:27 PM

شكرا لك عمي المستشار
والشكر لكم جميعا
استمتعوا بيومكم أينما كنتم
حتى لو كان عجاج


الساعة الآن 04:01 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w