تذكرت اليوم وأنا أتجول في عاصمة أوربية مقالة الأخ أيهم عن ضعف الإهتمام بالشأن العام لدى أبناء المنطقة الشرقية أو بشكل أدق ضعف الإهتمام بالمرافق العامة .
طبعا وسائط النقل العام هنا على 3 مستويات يكمل بعضها بعضا :
1- شبكة المترو تحت الأرض والتي تغطي المحاور الرئيسية للمدينة .
2- شبكة الترام وهي القطارات الصغيرة التي تسير فوق الأرض ( وهذا يذكرني بشبكة الترام التي كانت موجودة في دمشق حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي وكانت أحد مظاهر مدينة دمشق التي رأيتها في صغري )
3- وشبكة باصات النقل العام .
طبعا الشبكات الثلاث تتضافر لتغطي الفراغات بينها وكلها تأتي لكل موقف أومحطة في دقيقة معينة ومسجلة على لوحة إلكترونية في محطات المترو وعلى لوحات على مواقف الترام والباصات وببطاقة واحدة تستطيع إستعمال الوسائط الثلاثة .
ما لفت نظري أنه في كل محطة مترو والتي عادة تتكون من أكثر من 4 طوابق او مستويات يوجد 3 وسائل للتنقل بين المستويات :
1- درج عادي للشباب والرياضين ولمن يرغب او يجد بنفسه الرغبة والقدرة على تسلق الأدراج .
2- درج متحرك كهربائي لمن يفضل الراحة .
3- مصعد كهربائي مخصص للمعاقين ولكبار السن وللسيديات اللاتي يدفعن عربات الأطفال معهن .
كل ذلك في تناسق جميل , ولا يوجد مصعد او درج كهربائي معطل كما لاحظت عدم سوء إستخدام المصاعد الكهربائية فهي تستخدم فقط من قبل الفئات المحددة .
تذكرت اليوم مقالة أيهم , وتمنيت أن تتوفر لنا بإذن الله وسائط نقل مشابهة وأن يلهمنا الله المحافظة عليها .
طبعا نحن بحاجة للمحافظة على المرافق العامة المتوفرة لنا على بساطتها من باب أولى .
شيء آخر ذكرني اليوم بمقالة أيهم حيث كنا نتمشى في احد الحدائق العامة في تلك المدينة التي يصح أن تسمى مدينة الحدائق , في تلك الحديقة مثلا التي يصح أن تسمى مصحا وليس حديقة , الأشجار الجميلة , ومساحات العشب الأخضر الواسعة و والزهور المختلفة , ويوجد في تلك الحديقة ملاعب تنس للعموم , وملاعب غولف , وملاعب كرة طاولة , ومنطقة مخصصة لهواة لعبة الشطرنج على الأرض وببيادق كبيرة وأخرة صغيرة على طاولات من أثاث الحديقة ومجسمات حيوانات متحركة لركوب الأطفال , وقطار صغير يأخذك في جولة في هذه الحديقة إن كنت لا تستطيع المشي , ومسرح للمناسبات في وسط الحديقة ، ومطعم صيني بديع في داخل الحديقة يمكنك تناول وجبة شهية بسعر معقول ( لا يهدم الميزانية كما في أماكن أخرى ) وهنا جملة إعتراضية لاحظت أن أسعارالوجبات تكاد تكون متقاربة جدا في جميع المرافق في المدينة فيمكنك ان تدخل اي مطعم في أي مرفق سياحي على رأس جبل أو على ضفاف نهر الدانوب أومركز المدينةأو مول وأنت مطمئن بأن لن يتم إفراغ جيوبك ( أو لطشك بفاتورة كما يقولون في بعض الأماكن ) ويلاحظ ان الأسعار مشهرة على لوحات ظاهرة يمكن الإطلاع عليها قبل الدخول أيضا.
نعود للحديقة ففي وسطها برج او مطل علوه 165 مترا يستطيع المرء من أعلاه عمل جولة بانورامية بصريه على كافة أرجاء المدينة .
مع مقالة أيهم تذكرت دير الزور التي تغفو على ضفاف الفرات والتي يمكن أن تكون أجمل بكثير مما هي عليه , وأن يكون بها من المرافق السياحية الشيء الكثير وطبعا هذه مسئولية مشتركة عامة ورسمية ونتحمل كذلك نحن أبناءهذه المدينة جزء كبيرا من المسئولية .
طبعا يرى المرء الكثير ويحلم بالكثير وما بين ما يرى الإنسان وما يحلم به تكمن الرغبة والإرادة والإيمان بالتطوير والتحديث والذي يلزمه عمل تتضافر من اجله الجهود .
كانت هذه خواطر في يوم من ايام رمضان سجلت بعفوية دون تدقيق .